لا أدرى هل هي الصدفة التي جمعت كل هذه الأشواك في طريقي خلال الفترة الماضية؛ مما أرق مضجعي وأصابني بالغيظ والكمد، أم أن الأمر بالفعل قد أصبح "هوجة" لكل من هب ودب؟.. فالكل يتحدث ويناضل من أجل هذه القيمة العظيمة ألا وهي: الدعوة للابتعاد عن الدين للحاق بركب التقدم
هذه النغمة تزداد يوما بعد يوم، ولا يستطيع أحد أن يناقشها أو يجادلها خوفاً من أن يتهم بالرجعية والتخلف، والكل يهز رأسه موافقاً على هذه الدعاوى "النبيلة" التي تكشف عن هذا العلم المتدفق الذي حققته مصر عندما ابتعدت عن الدين
*******
كلما جلست لأتابع أى برنامج الآن صدمتني هذه الوجوه؛ فتارة يكون الضيف نجماً سينمائياً، وتارة يكون وزيراً أو كاتباً صحفياً أو حتى ما يطلقون عليه مفكراً إسلامياً، وعادة ما يكون مع هذا الضيف راقصة أو فنانة لتدلي بدلوها هي الأخرى في نظرتها للدين الإسلامي، وكيف أنه "دين قلوب"، وأن علاقتها مع الله وليست مع الناس، ودائماً ما يكون على ألسنتهم هذه الجملة الخالدة: "الناس طلعوا القمر برة، وإحنا لسة بنتناقش ندخل الحمام برجلنا اليمين ولا الشمال"؟
كل من هؤلاء عندما تسمعه تظن أنه بينه وبين اتِّـباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم (تار بايت).. كلما سمع كلمة عن الحجاب أو غض البصر أو قدسية القرآن أرغى وأزبد ورفع صوته بأن كل هذا قابل للتعديل، وأن القرآن كلام يستحق القبول أو الرفض، وأن الحجاب عادة قبلية يمنع المرأة من التفكير؛ لأنه يغطى عقلها.. وغير ذلك من الأمور
لا أدعي أنني ممن يلتزم بدينه التزاما كاملا غير ناقص؛ ولكنني أعتقد أن بداخل كل منا هالة من نور الحق، تخبو قليلاً إذا علاها رماد الذنب والنسيان؛ ولكنها تسطع في فورة الدفاع عن الدين، والآن.. ولأنني بصراحة فاض بي الكيل- فإنني بكل أدب أسأل كل هؤلاء: وكيف عطلكم الدين عن التقدم؟
*******
الذي قال متحسرا: إن الناس تشغل نفسها بدخول الحمام بالقدم اليمنى أو اليسرى، كيف عطلك هذا عن الصعود للقمر؟؟ هل يبقى المسلم أمام الحمام خمسين عاما يفكر بأي قدم سيدخل الحمام، ولهذا ستضيع منه الرحلة لاستكشاف القمر؟؟ ما المشكلة في أن أدخل الحمام بقدمي اليسرى وفي نفس الوقت أكون أعظم مخترع في البشرية؟؟ ألم يكن كل علمائنا الأوائل الذين طاف علمهم كل بلاد الدنيا من هؤلاء الذين يدخلون بقدمهم اليسرى، ويتبعون سنة النبي؟؟ كيف اخترعوا كل هذه الاختراعات إذن، وهم يصلون ويصومون ويحجون ولا يأكلون إلا الزيت والخبز كما ورد في كثير من الآثار؟؟ هل من الضروري أن أتناول السيمون فيميه ثم أغطس في الجاكوزي وأدخل حمام مغطى بسيراميكا كليوباترا، وأخرج لأجلس في التكييف مع سيجارتين مع سب الدين حتى أصعد إلى القمر؟؟
ما المشكلة في أنني عندما أستقل الصاروخ صاعداً إلى القمر أن أقول دعاء الركوب؟؟ هل هي سبة في جبين العلم والعلماء؟؟ هل سيعطلني هذا الدعاء عن أمور عظيمة أكثر أهمية مثل ملء الزمزميات والتأكد من الساندويتشات للرحلة؟؟
هذه النغمة تزداد يوما بعد يوم، ولا يستطيع أحد أن يناقشها أو يجادلها خوفاً من أن يتهم بالرجعية والتخلف، والكل يهز رأسه موافقاً على هذه الدعاوى "النبيلة" التي تكشف عن هذا العلم المتدفق الذي حققته مصر عندما ابتعدت عن الدين
*******
كلما جلست لأتابع أى برنامج الآن صدمتني هذه الوجوه؛ فتارة يكون الضيف نجماً سينمائياً، وتارة يكون وزيراً أو كاتباً صحفياً أو حتى ما يطلقون عليه مفكراً إسلامياً، وعادة ما يكون مع هذا الضيف راقصة أو فنانة لتدلي بدلوها هي الأخرى في نظرتها للدين الإسلامي، وكيف أنه "دين قلوب"، وأن علاقتها مع الله وليست مع الناس، ودائماً ما يكون على ألسنتهم هذه الجملة الخالدة: "الناس طلعوا القمر برة، وإحنا لسة بنتناقش ندخل الحمام برجلنا اليمين ولا الشمال"؟
كل من هؤلاء عندما تسمعه تظن أنه بينه وبين اتِّـباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم (تار بايت).. كلما سمع كلمة عن الحجاب أو غض البصر أو قدسية القرآن أرغى وأزبد ورفع صوته بأن كل هذا قابل للتعديل، وأن القرآن كلام يستحق القبول أو الرفض، وأن الحجاب عادة قبلية يمنع المرأة من التفكير؛ لأنه يغطى عقلها.. وغير ذلك من الأمور
لا أدعي أنني ممن يلتزم بدينه التزاما كاملا غير ناقص؛ ولكنني أعتقد أن بداخل كل منا هالة من نور الحق، تخبو قليلاً إذا علاها رماد الذنب والنسيان؛ ولكنها تسطع في فورة الدفاع عن الدين، والآن.. ولأنني بصراحة فاض بي الكيل- فإنني بكل أدب أسأل كل هؤلاء: وكيف عطلكم الدين عن التقدم؟
*******
الذي قال متحسرا: إن الناس تشغل نفسها بدخول الحمام بالقدم اليمنى أو اليسرى، كيف عطلك هذا عن الصعود للقمر؟؟ هل يبقى المسلم أمام الحمام خمسين عاما يفكر بأي قدم سيدخل الحمام، ولهذا ستضيع منه الرحلة لاستكشاف القمر؟؟ ما المشكلة في أن أدخل الحمام بقدمي اليسرى وفي نفس الوقت أكون أعظم مخترع في البشرية؟؟ ألم يكن كل علمائنا الأوائل الذين طاف علمهم كل بلاد الدنيا من هؤلاء الذين يدخلون بقدمهم اليسرى، ويتبعون سنة النبي؟؟ كيف اخترعوا كل هذه الاختراعات إذن، وهم يصلون ويصومون ويحجون ولا يأكلون إلا الزيت والخبز كما ورد في كثير من الآثار؟؟ هل من الضروري أن أتناول السيمون فيميه ثم أغطس في الجاكوزي وأدخل حمام مغطى بسيراميكا كليوباترا، وأخرج لأجلس في التكييف مع سيجارتين مع سب الدين حتى أصعد إلى القمر؟؟
ما المشكلة في أنني عندما أستقل الصاروخ صاعداً إلى القمر أن أقول دعاء الركوب؟؟ هل هي سبة في جبين العلم والعلماء؟؟ هل سيعطلني هذا الدعاء عن أمور عظيمة أكثر أهمية مثل ملء الزمزميات والتأكد من الساندويتشات للرحلة؟؟