ليالي وشّ السعد
بت يا وش السعد، طلّعيلي الشاي ع السطوح -
جلس على طوبته المعتادة.. وهو يلملم جلبابه بين أرجُله
وبصوتها العالي قالت: احلى كوباية شاي لاحلى اب في الدنيا
اخفى إبتسامته صائحاً: إنكتمي يا بت انتي.. كل ليلة تعمليلنا هوليلة
قرفصت ارجلها على الارض.. وقرفصت يدها في حِجر ابيها
إبتسامتها الواسعة انارت وجهها وهي لا تنتزع عينيها من على وجهه الاسمر القاسي.. وقد ادخل يده في الشق الجانبي لجلبابه الرمادي الخشن ليُخرج علبة دخان مهرولة
ثم اطلق لفمه العنان مع كوب الشاي ليعزف موسيقتها المفضلة
واتسعت إبتسامتها ...
فنظر لها وهو يُبدي ملامح الغضب: مالك يا بت، بتبصيلي كده ليه؟
وقد كان شغفه بسيجارته المريضة اهم، فلم ينتظر ردها
بدا عليه الإسترخاء بعد أنفاسه الاولى ...
*******
يا بت انتي طلعتي بيضة وشعرك سايح لمين؟ -
سكت برهة وهو ينتقل بنظره بين السيجارة ووش السعد
خلاص با بت فضلِّك سنة وتبجي داكتورة جد الدنيا.. الداكتورة مروة.. انتي عارفة يا بت ليه سمناكي وش السعد؟.. اصل السنة اللي اتولدتي فيها كان الخير إيـه .. مغرج الدنيا.. اول مرة محصول الجطن يفلت من الدودة .. والبلد كلاتها كانت فرحانة.. وامك جالت نسميها وش السعد.. بس انا جلتلها وش السعد مين؟!!.. دي إنشاء الله تبجي الداكتورة بتاعتنا.. يبجي اسمها الداكتورة وش السعد .. لازم نشوفلها اسم الافرانجة.. وساعتها حكيم الصحة كان لسه جايب بت وسماها مروة.. فجولت خلاص هو مروة.. لكن امك زعلت وجالت إيه مروة ده؟.. واتّفجنا على إن مروة ده في شهادة الميلاد بس.. وِنّاديكي وش السعد
الحمد لله اهو ربنا وفّجني معاكي ومع اخوتك.. اصل انا عنيد جوي.. وعشمي في ربنا دايما كبير.. لما جبت اخوكي مصطفى جلت الباشمهندس وصل.. ولما خلّفت اخوكي محمد جولت المحامي وصل.. ولما انتي جيتي فكرت شوية بس جلت ماهو حتماًً ولابد يكون عندنا داكتورة.. امال إيه.. واخوكي الكبير سيد الله يرحمه.. كنت ناوي اطلعه ظابط.. كان حتة لحمة حمرا.. وقال إيه.. جالوا جفاف.. معدّاش عليه شهرين ومات.. ودلوجتي يجولك محلول معالجة الجفاف.. كان فين ده ايام سيد ما كان بيفرفر؟.. يالاّ.. كله بيدي الله.. والواحد ليه إيه غير انه يجول الحمد لله علي كل شئ.. ومن ساعتها وانا جلت مش عايز ظابط .. يعني الظابط حيعمل إيه؟.. ماهو اكيد حيطلع جليل الادب زي الظباط اللي بنشوفهم اليومين دوول
زادت المصاريف جوي لما اخوكي دخل التوجيهية.. وساعتها يئست.. انت فاكر نفسك إيه يا عبصمد؟ .. دانتا حيالله حته فلاح عنده جيراطين ارض بتاكل منهم طول السنة.. حتصرف عليهم إزاي؟.. والتوجيهية عايزة مصاريف والجامعة عايزة مصاريف اكتر.. باين كده ان السكينة سرجاك يا عبـصمد.. بس دايما كان عشمي في ربنا كبير.. يا رب دي الحاجة الوحيدة اللي طلبتها منك.. وخلّص مصطفي التوجيهية ودخل الجامعة.. وبعت جيراط .. ولحقه محمد في الجامعة.. وبعت الجيراط التاني.. إشتغلت مزارع عند عوض.. ولما جه دورك مكانش عندي حاجة ابيعها.. وملجتش حاجة اجدر اتنازل عنها غير الدخان.. يعني هوا الدخان حيعملي إيه.. الدخان ولاّ بتّي؟.. وبجيت زي مانتي شايفة اشرب سيجارة في اليوم والعلبة تجعد معايا عشرين يوم
ونظر الى السماء وقد بدات الدموع تتلألأ في عينيه
كنت عارف يا رب انك حتجبر بخاطري
*******
ثم سارع قائلا في صوت دامع بالرزاز: واخوكي مصطفى فاكر نفسه راجل عشان بيجبض 28 جنيه في الشهر.. جاي يجولي خد عشرين جنيه.. جلتله يا والا هوا انا مربيك عشان تديني؟.. انا مش محتاج منك حاجة.. ورمتهم في وشه
انت عارفة يا وش السعد انا عملت كل ده ليه؟.. لانكوا حتّة مني.. وإنتي لما تبجي داكتورة.. يبجي انا كمان بجيت داكتور
يعني انا دلوجتي الباشمهندس عبصمد
والمتر عبصمد
والداكتور عبصمد
وتسارعت الدموع المتلالئة لتحتل تجاعيد وجنتيه
كان نفسي يجولوا حضرة الظابط عبصمد
حينها انكمشت إبتسامتها وتحول وجهها الى مجاري لدموعها
يا بتّي إنتي مبتزهجيش؟.. كل يوم تفضلي تسمعي نفس الكلام وتخلّينا نبكي كده زي العيال الصغيرة
افرجت عن إبتسامتها وهي تجفف دموعها في كتف جلبابه الرمادي الخشن
......
*******
بت يا وش السعد، طلّعيلي الشاي ع السطوح -
جلس على طوبته المعتادة.. وهو يلملم جلبابه بين أرجُله
وبصوتها العالي قالت: احلى كوباية شاي لاحلى اب في الدنيا
اخفى إبتسامته صائحاً: إنكتمي يا بت انتي.. كل ليلة تعمليلنا هوليلة
قرفصت ارجلها على الارض.. وقرفصت يدها في حِجر ابيها
إبتسامتها الواسعة انارت وجهها وهي لا تنتزع عينيها من على وجهه الاسمر القاسي.. وقد ادخل يده في الشق الجانبي لجلبابه الرمادي الخشن ليُخرج علبة دخان مهرولة
ثم اطلق لفمه العنان مع كوب الشاي ليعزف موسيقتها المفضلة
واتسعت إبتسامتها ...
فنظر لها وهو يُبدي ملامح الغضب: مالك يا بت، بتبصيلي كده ليه؟
وقد كان شغفه بسيجارته المريضة اهم، فلم ينتظر ردها
بدا عليه الإسترخاء بعد أنفاسه الاولى ...
*******
يا بت انتي طلعتي بيضة وشعرك سايح لمين؟ -
سكت برهة وهو ينتقل بنظره بين السيجارة ووش السعد
خلاص با بت فضلِّك سنة وتبجي داكتورة جد الدنيا.. الداكتورة مروة.. انتي عارفة يا بت ليه سمناكي وش السعد؟.. اصل السنة اللي اتولدتي فيها كان الخير إيـه .. مغرج الدنيا.. اول مرة محصول الجطن يفلت من الدودة .. والبلد كلاتها كانت فرحانة.. وامك جالت نسميها وش السعد.. بس انا جلتلها وش السعد مين؟!!.. دي إنشاء الله تبجي الداكتورة بتاعتنا.. يبجي اسمها الداكتورة وش السعد .. لازم نشوفلها اسم الافرانجة.. وساعتها حكيم الصحة كان لسه جايب بت وسماها مروة.. فجولت خلاص هو مروة.. لكن امك زعلت وجالت إيه مروة ده؟.. واتّفجنا على إن مروة ده في شهادة الميلاد بس.. وِنّاديكي وش السعد
الحمد لله اهو ربنا وفّجني معاكي ومع اخوتك.. اصل انا عنيد جوي.. وعشمي في ربنا دايما كبير.. لما جبت اخوكي مصطفى جلت الباشمهندس وصل.. ولما خلّفت اخوكي محمد جولت المحامي وصل.. ولما انتي جيتي فكرت شوية بس جلت ماهو حتماًً ولابد يكون عندنا داكتورة.. امال إيه.. واخوكي الكبير سيد الله يرحمه.. كنت ناوي اطلعه ظابط.. كان حتة لحمة حمرا.. وقال إيه.. جالوا جفاف.. معدّاش عليه شهرين ومات.. ودلوجتي يجولك محلول معالجة الجفاف.. كان فين ده ايام سيد ما كان بيفرفر؟.. يالاّ.. كله بيدي الله.. والواحد ليه إيه غير انه يجول الحمد لله علي كل شئ.. ومن ساعتها وانا جلت مش عايز ظابط .. يعني الظابط حيعمل إيه؟.. ماهو اكيد حيطلع جليل الادب زي الظباط اللي بنشوفهم اليومين دوول
زادت المصاريف جوي لما اخوكي دخل التوجيهية.. وساعتها يئست.. انت فاكر نفسك إيه يا عبصمد؟ .. دانتا حيالله حته فلاح عنده جيراطين ارض بتاكل منهم طول السنة.. حتصرف عليهم إزاي؟.. والتوجيهية عايزة مصاريف والجامعة عايزة مصاريف اكتر.. باين كده ان السكينة سرجاك يا عبـصمد.. بس دايما كان عشمي في ربنا كبير.. يا رب دي الحاجة الوحيدة اللي طلبتها منك.. وخلّص مصطفي التوجيهية ودخل الجامعة.. وبعت جيراط .. ولحقه محمد في الجامعة.. وبعت الجيراط التاني.. إشتغلت مزارع عند عوض.. ولما جه دورك مكانش عندي حاجة ابيعها.. وملجتش حاجة اجدر اتنازل عنها غير الدخان.. يعني هوا الدخان حيعملي إيه.. الدخان ولاّ بتّي؟.. وبجيت زي مانتي شايفة اشرب سيجارة في اليوم والعلبة تجعد معايا عشرين يوم
ونظر الى السماء وقد بدات الدموع تتلألأ في عينيه
كنت عارف يا رب انك حتجبر بخاطري
*******
ثم سارع قائلا في صوت دامع بالرزاز: واخوكي مصطفى فاكر نفسه راجل عشان بيجبض 28 جنيه في الشهر.. جاي يجولي خد عشرين جنيه.. جلتله يا والا هوا انا مربيك عشان تديني؟.. انا مش محتاج منك حاجة.. ورمتهم في وشه
انت عارفة يا وش السعد انا عملت كل ده ليه؟.. لانكوا حتّة مني.. وإنتي لما تبجي داكتورة.. يبجي انا كمان بجيت داكتور
يعني انا دلوجتي الباشمهندس عبصمد
والمتر عبصمد
والداكتور عبصمد
وتسارعت الدموع المتلالئة لتحتل تجاعيد وجنتيه
كان نفسي يجولوا حضرة الظابط عبصمد
حينها انكمشت إبتسامتها وتحول وجهها الى مجاري لدموعها
يا بتّي إنتي مبتزهجيش؟.. كل يوم تفضلي تسمعي نفس الكلام وتخلّينا نبكي كده زي العيال الصغيرة
افرجت عن إبتسامتها وهي تجفف دموعها في كتف جلبابه الرمادي الخشن
......
*******