جدة
مدينة سعودية تقع في منتصف ساحل البحر الأحمر الشرقي، تلقب بعروس البحر الاحمر وتعد العاصمة الاقتصادية و السياحية للبلاد. بلغ عدد سكانها حوالي 3.4 مليون نسمة وهي ثاني أكبر مدن البلاد بعد مدينة الرياض.
تعود نشأة مدينة جدة إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين كانت تستقر فيها بعد الانتهاء من رحلات الصيد، ثم جاءت قبيلة قضاعة إلى جدة قبل أكثر من 2500 سنة فأقامت فيها وعرفت بها. التحول التاريخي لمدينة جدة كان في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 647 م عندما أمر بتحويلها لميناء لاستقبال حجاج البحر المتجهون لأداء الحج في مكة المكرمة. لا تزال جدة إلى اليوم المعبر الرئيس لحجاج البحر والجو والكثير من حجاج البر.
نمت جدة بشكل سريع خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين مما جعلها مركزا للمال والأعمال في المملكة العربية السعودية ومرفأ رئيسيا لتصدير البضائع غير النفطية ولاستيراد الاحتياجات المحلية.
النطق و التسمية:
تنطق جدة من قبل سكانها الحجازيين بكسر الجيم مع تشديد الدال بالفتح. في وسائل الإعلام العربية أحيانا تنطق بفتح الجيم. بسبب وجود جاليات كبيرة في المدينة من دول عربية مختلفة وغير عربية فإن لكل جالية طريقة خاصة في نطق اسمها إلا أن الاختلاف ليس بكبير وأحيانا غير ملحوظ.
لأصل تسمية المدينة ثلاث آراء:
• بكسر الجيم: يقال أن جدة سميت باسم شيخ قبيلة قضاعة وهو جدة بن جرم بن ريان بن حلوان بن علي بن إسحاق بن قضاعة ويعود نسبهم إلى الجد التاسع لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
• بضم الجيم: يقال أيضاً إن أصل التسمية لهذه المدينة هو جُدة التي تعني بالعربية شاطىء البحر . وهي التسمية التي يذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان وابن بطوطة في رحلته.
• بفتح الجيم: هناك رأي يقول أن الاسم هو جَدة (بمعنى والدة الأب أو الأم). ينسب سكان المدينة التسمية لأم البشر حواء التي يقولون أنها دفنت في هذه المدينة التي نزلت إليها من الجنة بينما نزل سيدنا آدم في الهند والتقيا عند جبل عرفات ودفنت هي هنا بينما دفن آدم في البيت الحرام حسب حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. توجد مقبرة في المدينة تعرف باسم مقبرة حواء وكان فيها ضريح مفترض لسيدتنا حواء أزالته الحكومة السعودية في القرن الماضي.
جدة ما قبل الإسلام:
بعض دراسات علماء الآثار تشير إلى وجود سكان في المنطقة المعروفة الآن بجدة منذ أيام العصور الحجرية إذ وجدت بعض الآثار والكتابات الثمودية في وادي بريمان شرقي جدة ووادي بويب شمال شرقي جدة. بعض المؤرخين يرجع تأسيسها لبني قضاعة الذين سكنوها بعد انهيار سد مأرب عام 115 ق.م . يرى البعض أن جدة كانت مسكونة قبل قبيلة قضاعة من قبل صيادي أسماك في البحر الأحمر كانوا يعتبرون جدة مركزا لانطلاقهم للبحر ومقصدا لراحتهم. حسب بعض الروايات فإن تاريخ جدة يعود إلى ما قبل الإسكندر الأكبر الذي زارها ما بين عامي 323 و356 ق.م
جدة في العهد الإسلامي:
اختار عثمان بن عفان في عام 647 م المدينة كميناء رئيسي لدخول مكة المكرمة والوصول إليها عن طريق البحر وسميت في ذاك الوقت باسم بلد القناصل. يشير ابن جبير وابن بطوطة في رحلتيهما إلى أن المدينة ذات طراز معماري فارسي عندما زاراها.
يقول عنها المقدسي البشاري (توفي 990 م) صاحب كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم «محصنة عامرة آهلة، أهل تجارات ويسار، خزانة مكة ومطرح اليمن ومصر. وبها جامع سري، غير أنهم في تعب من الماء (صدقت) مع أن فيها بركاً كثيرة، ويحمل إليهم الماء من البعد، قدغلب عليها الفرس. لهم بها قصور عجيبة، وأزقتها مستقيمة، ووضعها حسن، شديدة الحر جداً».
ويصف الرحالة الفارسي المسلم ناصر خسرو جدة عندما زارها عام 1050 م بأنها مدينة كثيرة الخيرات مزدهرة بالتجارة باسقة العمران ووصف أسواقها بأنها نظيفة وجيدة وقدر عدد سكانها بحوالي 5000 نسمة .
تبدل حال سكان مدينة جدة في القرن السادس الهجري فصاروا يعيشون في "شظف العيش" كما يقول ابن جبير (المتوفي 1217 م) فيخبر عن سكانها وديانتهم فيقول «أكثر سكان هذه البلدة مع ما يليها من الصحراء والجبال أشراف علويون: حسنيون وحسينيون وجعفريون، رضي الله عن سلفهم الكريم. وهم من شظف العيش بحال يتصدع له الجماد إشفاقا، ويستخدمون أنفسهم في كل مهنة من المهن: من إكراء جمال إن كانت لهم، أو مبيع لبن أو ماء، غير ذلك من تمر يلتقطونه أو حطب يحتطبونه. وربما تناول ذلك نساءهم الشريفات بأنفسهن.»، وكان ذلك أمراً طبيعياً للحالة العامة التي يعيشها العالم الإسلامي في ظل الحروب الصليبية واضطراب الحكم بين السلاجقة والأيوبيين. وبعد قرن من الزمان تقريباً يخبرنا مؤرخ عربي آخر وهو ابن المجاور بأن شيئاً من الازدهار قد صادف جدة في عهده
جدة تحت حكم المماليك
استمرت جدة تحت نفوذ الخلافات الإسلامية المتعاقبة بدءا بالأمويين والعباسيين فالأيوبيين ثم المماليك. في العصر المملوكي بسط المماليك نفوذهم على جدة لتأمين طرق التجارة والحج، وحماية الحرمين، وعين السلطان المملوكي حاكماً عاماً لجدة أطلق عليه مسمى نائب جدة يطل مقر إقامته على الميناء ليشرف على حركته. ورغبة من السلاطين المماليك في تشجيع التجار على استخدام ميناء جدة اتخذوا إجراءات عدة منها: تخفيض الرسوم الجمركية ومنع تجار مصر والشام من النزول في ميناء عدن ومضاعفة الرسوم الجمركية على التجار الذين يمرون على عدن قبل قدومهم إلى ميناء جدة . قام السلطان قانصوه الغوري عام 915 هـ/1509 م ببناء سور جدة حماية لها من غارات السفن الأوروبية التي لم تهاجم المدينة إلا بعد وصول العثمانيين إليها العثمانيين، وقد كان قانصوه آخر المماليك السلجوقيين الذين حكموا جدة في القرن العاشر الهجري . تذكر بعض المصادر التاريخية أن المدينة بقيت أغلب فترات القرن الخامس عشر الميلادي مستقلة في الحكم حتى دخلت تحت حكم العثمانيين .
يقول عنها الرحالة المغربي ابن بطوطة (المتوفي 1377 م) «وهي بلدة قديمة على ساحل البحر ... كانت هذه السنة قليلة المطر، وكان الماء يجلب إلى جدة على مسيرة يوم وكان الحجاج يسألون الماء من أصحاب البيوت»
جدة العثمانية:
قام الشريف بركات حاكم الحجاز (بما فيه جدة) بإعلان ولائه للخلافة العثمانية وكان ذلك عام 931 هـ . تعرضت جدة في أوائل العهد العثماني للعديد من غارات الأساطيل البرتغالية في القرن السادس عشر ميلادي العاشر الهجري ثم لغارات القراصنة الهولنديين في القرن السابع عشر الميلادي. وصل أسطول لوبو سوارس البرتغالي أمام جدة عام 1516 م وقد صدته الحامية العثمانية بقيادة سليمان باشا وأسرت احدى السفن وأرسلتها للآستانة.
خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت طرق التجارة البحرية في العالم قد ملكت من قبل البرتغاليين والهولنديين والإنجليز الأمر الذي جعل قيمة جدة الاقتصادية تنحدر وتقل ولولا وفود الحجيج والمعتمرين لما عاشت أو استمرت.
مناطق تاريخية
سور جدة وبواباتها القديمة:
قام ببناء سور جدة حسين الكردي أحد أمراء المماليك في حملته عندما اتجه ليحصن البحر الأحمر من هجمات البرتغاليين فشرع بتحصينه وتزويده بالقلاع والأبراج والمدافع لصد السفن الحربية التي تغير على المدينة وقد شرع حسين كردي في بناء السور وإحاطته من الخارج بخندق زيادة في تحصين المدينة من هجمات الأعداء وبمساعدة أهالي جدة تم بناء السور وكان له بابان واحد من جهة مكة المكرمة والآخر من جهة البحر ويذكر أن السور كان يشتمل على ستة أبراج كل برج منها محيطة 16 ذراعاً ثم فتحت له ستة أبواب هي: باب مكة، وباب المدينة، وباب شريف وباب جديد وباب البنط وباب المغاربة أضيف إليها في بداية القرن الحالي باب جديد وهو باب الصبة. تم إزالة السور لدخوله في منطقة العمران عام 1947 م.
مناطق جدة القديمة:
قسمت مدينة جدة داخل سورها إلى عدة أحياء وقد أطلق عليها مواطنو المدينة القدامى مسمى حارة او محلة وقد اكتسبت تلك الأحياء أسماءها حسب موقعها الجغرافي داخل المدينة أو شهرتها بالأحداث التي مرت بها وهي:
• حارة المظلوم:
تقع حارة المظلوم في الجزء الشرقي منم المدينة القديمة و سميت هذه الحارة نسبة للسيد عبدالكريم البرزنجي الذي قتلته الحكومة العثمانية وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من داخل السور شمال شارع العلوي وبها دار آل قابل ومسجد الشافعي وسوق الجامع.وكان أغلب سكانها من ذوي الحرف والمهن.
• حارة الشام:
تقع في الجزء الشمالي من داخل السور في اتجاه بلاد الشام وفي هذه الحارة دار السرتي ودار الزاهد.و من أهم شخصياتها الشيخ عمر محمود باعيسى الذي كان عمدتها لفتره تزيد عن العشرين عام(ومن ثم تولاها بعده ابنه الشيخ سامي عمر باعيسى).وتعتبر حارة الشام من اهم حارة جدة القديمة داخل السور كون أغلب سكانها كانوا من التجار والطبقات الغنية في المجتمع.يضاف الى ذلك ان من أهم ابواب هذه الحاره باب جديد(الذي أقيم له مؤخرا هيكل يقارب شكله الحجري التاريخي و يوضح مكانه السابق في السور القديم).
• حارة اليمن:
وتقع في الجزء الجنوبي من داخل السور جنوب شارع العلوي واكتسبت مسماها لاتجاهها نحو بلاد اليمن وبها دار آل نصيف ودار الجمجوم ودار آل شعراوي ودار آل عبدالصمد (التي أستلم أكثر من شخصية منها زمام العمودية في الحاره).
• حارة البحر :
وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة جدة وهي مطلة على البحر وبها مبنى الكرنتينة.وكان أغلب سكانها من ذوي الحرف ذات العلاقة بالبحر كالصيد وتجارة السمك والبحارة).
• حارة الكرنتينه:
تقع جنوبي جدة خارج حدود السور التاريخي للمدينة القديمة وتسكنها هذه الأيام أغلبية وافدة من دول أفريقيا وتقع بجوار مصفاة للبترول
مدينة سعودية تقع في منتصف ساحل البحر الأحمر الشرقي، تلقب بعروس البحر الاحمر وتعد العاصمة الاقتصادية و السياحية للبلاد. بلغ عدد سكانها حوالي 3.4 مليون نسمة وهي ثاني أكبر مدن البلاد بعد مدينة الرياض.
تعود نشأة مدينة جدة إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين كانت تستقر فيها بعد الانتهاء من رحلات الصيد، ثم جاءت قبيلة قضاعة إلى جدة قبل أكثر من 2500 سنة فأقامت فيها وعرفت بها. التحول التاريخي لمدينة جدة كان في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 647 م عندما أمر بتحويلها لميناء لاستقبال حجاج البحر المتجهون لأداء الحج في مكة المكرمة. لا تزال جدة إلى اليوم المعبر الرئيس لحجاج البحر والجو والكثير من حجاج البر.
نمت جدة بشكل سريع خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين مما جعلها مركزا للمال والأعمال في المملكة العربية السعودية ومرفأ رئيسيا لتصدير البضائع غير النفطية ولاستيراد الاحتياجات المحلية.
النطق و التسمية:
تنطق جدة من قبل سكانها الحجازيين بكسر الجيم مع تشديد الدال بالفتح. في وسائل الإعلام العربية أحيانا تنطق بفتح الجيم. بسبب وجود جاليات كبيرة في المدينة من دول عربية مختلفة وغير عربية فإن لكل جالية طريقة خاصة في نطق اسمها إلا أن الاختلاف ليس بكبير وأحيانا غير ملحوظ.
لأصل تسمية المدينة ثلاث آراء:
• بكسر الجيم: يقال أن جدة سميت باسم شيخ قبيلة قضاعة وهو جدة بن جرم بن ريان بن حلوان بن علي بن إسحاق بن قضاعة ويعود نسبهم إلى الجد التاسع لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
• بضم الجيم: يقال أيضاً إن أصل التسمية لهذه المدينة هو جُدة التي تعني بالعربية شاطىء البحر . وهي التسمية التي يذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان وابن بطوطة في رحلته.
• بفتح الجيم: هناك رأي يقول أن الاسم هو جَدة (بمعنى والدة الأب أو الأم). ينسب سكان المدينة التسمية لأم البشر حواء التي يقولون أنها دفنت في هذه المدينة التي نزلت إليها من الجنة بينما نزل سيدنا آدم في الهند والتقيا عند جبل عرفات ودفنت هي هنا بينما دفن آدم في البيت الحرام حسب حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. توجد مقبرة في المدينة تعرف باسم مقبرة حواء وكان فيها ضريح مفترض لسيدتنا حواء أزالته الحكومة السعودية في القرن الماضي.
جدة ما قبل الإسلام:
بعض دراسات علماء الآثار تشير إلى وجود سكان في المنطقة المعروفة الآن بجدة منذ أيام العصور الحجرية إذ وجدت بعض الآثار والكتابات الثمودية في وادي بريمان شرقي جدة ووادي بويب شمال شرقي جدة. بعض المؤرخين يرجع تأسيسها لبني قضاعة الذين سكنوها بعد انهيار سد مأرب عام 115 ق.م . يرى البعض أن جدة كانت مسكونة قبل قبيلة قضاعة من قبل صيادي أسماك في البحر الأحمر كانوا يعتبرون جدة مركزا لانطلاقهم للبحر ومقصدا لراحتهم. حسب بعض الروايات فإن تاريخ جدة يعود إلى ما قبل الإسكندر الأكبر الذي زارها ما بين عامي 323 و356 ق.م
جدة في العهد الإسلامي:
اختار عثمان بن عفان في عام 647 م المدينة كميناء رئيسي لدخول مكة المكرمة والوصول إليها عن طريق البحر وسميت في ذاك الوقت باسم بلد القناصل. يشير ابن جبير وابن بطوطة في رحلتيهما إلى أن المدينة ذات طراز معماري فارسي عندما زاراها.
يقول عنها المقدسي البشاري (توفي 990 م) صاحب كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم «محصنة عامرة آهلة، أهل تجارات ويسار، خزانة مكة ومطرح اليمن ومصر. وبها جامع سري، غير أنهم في تعب من الماء (صدقت) مع أن فيها بركاً كثيرة، ويحمل إليهم الماء من البعد، قدغلب عليها الفرس. لهم بها قصور عجيبة، وأزقتها مستقيمة، ووضعها حسن، شديدة الحر جداً».
ويصف الرحالة الفارسي المسلم ناصر خسرو جدة عندما زارها عام 1050 م بأنها مدينة كثيرة الخيرات مزدهرة بالتجارة باسقة العمران ووصف أسواقها بأنها نظيفة وجيدة وقدر عدد سكانها بحوالي 5000 نسمة .
تبدل حال سكان مدينة جدة في القرن السادس الهجري فصاروا يعيشون في "شظف العيش" كما يقول ابن جبير (المتوفي 1217 م) فيخبر عن سكانها وديانتهم فيقول «أكثر سكان هذه البلدة مع ما يليها من الصحراء والجبال أشراف علويون: حسنيون وحسينيون وجعفريون، رضي الله عن سلفهم الكريم. وهم من شظف العيش بحال يتصدع له الجماد إشفاقا، ويستخدمون أنفسهم في كل مهنة من المهن: من إكراء جمال إن كانت لهم، أو مبيع لبن أو ماء، غير ذلك من تمر يلتقطونه أو حطب يحتطبونه. وربما تناول ذلك نساءهم الشريفات بأنفسهن.»، وكان ذلك أمراً طبيعياً للحالة العامة التي يعيشها العالم الإسلامي في ظل الحروب الصليبية واضطراب الحكم بين السلاجقة والأيوبيين. وبعد قرن من الزمان تقريباً يخبرنا مؤرخ عربي آخر وهو ابن المجاور بأن شيئاً من الازدهار قد صادف جدة في عهده
جدة تحت حكم المماليك
استمرت جدة تحت نفوذ الخلافات الإسلامية المتعاقبة بدءا بالأمويين والعباسيين فالأيوبيين ثم المماليك. في العصر المملوكي بسط المماليك نفوذهم على جدة لتأمين طرق التجارة والحج، وحماية الحرمين، وعين السلطان المملوكي حاكماً عاماً لجدة أطلق عليه مسمى نائب جدة يطل مقر إقامته على الميناء ليشرف على حركته. ورغبة من السلاطين المماليك في تشجيع التجار على استخدام ميناء جدة اتخذوا إجراءات عدة منها: تخفيض الرسوم الجمركية ومنع تجار مصر والشام من النزول في ميناء عدن ومضاعفة الرسوم الجمركية على التجار الذين يمرون على عدن قبل قدومهم إلى ميناء جدة . قام السلطان قانصوه الغوري عام 915 هـ/1509 م ببناء سور جدة حماية لها من غارات السفن الأوروبية التي لم تهاجم المدينة إلا بعد وصول العثمانيين إليها العثمانيين، وقد كان قانصوه آخر المماليك السلجوقيين الذين حكموا جدة في القرن العاشر الهجري . تذكر بعض المصادر التاريخية أن المدينة بقيت أغلب فترات القرن الخامس عشر الميلادي مستقلة في الحكم حتى دخلت تحت حكم العثمانيين .
يقول عنها الرحالة المغربي ابن بطوطة (المتوفي 1377 م) «وهي بلدة قديمة على ساحل البحر ... كانت هذه السنة قليلة المطر، وكان الماء يجلب إلى جدة على مسيرة يوم وكان الحجاج يسألون الماء من أصحاب البيوت»
جدة العثمانية:
قام الشريف بركات حاكم الحجاز (بما فيه جدة) بإعلان ولائه للخلافة العثمانية وكان ذلك عام 931 هـ . تعرضت جدة في أوائل العهد العثماني للعديد من غارات الأساطيل البرتغالية في القرن السادس عشر ميلادي العاشر الهجري ثم لغارات القراصنة الهولنديين في القرن السابع عشر الميلادي. وصل أسطول لوبو سوارس البرتغالي أمام جدة عام 1516 م وقد صدته الحامية العثمانية بقيادة سليمان باشا وأسرت احدى السفن وأرسلتها للآستانة.
خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت طرق التجارة البحرية في العالم قد ملكت من قبل البرتغاليين والهولنديين والإنجليز الأمر الذي جعل قيمة جدة الاقتصادية تنحدر وتقل ولولا وفود الحجيج والمعتمرين لما عاشت أو استمرت.
مناطق تاريخية
سور جدة وبواباتها القديمة:
قام ببناء سور جدة حسين الكردي أحد أمراء المماليك في حملته عندما اتجه ليحصن البحر الأحمر من هجمات البرتغاليين فشرع بتحصينه وتزويده بالقلاع والأبراج والمدافع لصد السفن الحربية التي تغير على المدينة وقد شرع حسين كردي في بناء السور وإحاطته من الخارج بخندق زيادة في تحصين المدينة من هجمات الأعداء وبمساعدة أهالي جدة تم بناء السور وكان له بابان واحد من جهة مكة المكرمة والآخر من جهة البحر ويذكر أن السور كان يشتمل على ستة أبراج كل برج منها محيطة 16 ذراعاً ثم فتحت له ستة أبواب هي: باب مكة، وباب المدينة، وباب شريف وباب جديد وباب البنط وباب المغاربة أضيف إليها في بداية القرن الحالي باب جديد وهو باب الصبة. تم إزالة السور لدخوله في منطقة العمران عام 1947 م.
مناطق جدة القديمة:
قسمت مدينة جدة داخل سورها إلى عدة أحياء وقد أطلق عليها مواطنو المدينة القدامى مسمى حارة او محلة وقد اكتسبت تلك الأحياء أسماءها حسب موقعها الجغرافي داخل المدينة أو شهرتها بالأحداث التي مرت بها وهي:
• حارة المظلوم:
تقع حارة المظلوم في الجزء الشرقي منم المدينة القديمة و سميت هذه الحارة نسبة للسيد عبدالكريم البرزنجي الذي قتلته الحكومة العثمانية وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من داخل السور شمال شارع العلوي وبها دار آل قابل ومسجد الشافعي وسوق الجامع.وكان أغلب سكانها من ذوي الحرف والمهن.
• حارة الشام:
تقع في الجزء الشمالي من داخل السور في اتجاه بلاد الشام وفي هذه الحارة دار السرتي ودار الزاهد.و من أهم شخصياتها الشيخ عمر محمود باعيسى الذي كان عمدتها لفتره تزيد عن العشرين عام(ومن ثم تولاها بعده ابنه الشيخ سامي عمر باعيسى).وتعتبر حارة الشام من اهم حارة جدة القديمة داخل السور كون أغلب سكانها كانوا من التجار والطبقات الغنية في المجتمع.يضاف الى ذلك ان من أهم ابواب هذه الحاره باب جديد(الذي أقيم له مؤخرا هيكل يقارب شكله الحجري التاريخي و يوضح مكانه السابق في السور القديم).
• حارة اليمن:
وتقع في الجزء الجنوبي من داخل السور جنوب شارع العلوي واكتسبت مسماها لاتجاهها نحو بلاد اليمن وبها دار آل نصيف ودار الجمجوم ودار آل شعراوي ودار آل عبدالصمد (التي أستلم أكثر من شخصية منها زمام العمودية في الحاره).
• حارة البحر :
وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة جدة وهي مطلة على البحر وبها مبنى الكرنتينة.وكان أغلب سكانها من ذوي الحرف ذات العلاقة بالبحر كالصيد وتجارة السمك والبحارة).
• حارة الكرنتينه:
تقع جنوبي جدة خارج حدود السور التاريخي للمدينة القديمة وتسكنها هذه الأيام أغلبية وافدة من دول أفريقيا وتقع بجوار مصفاة للبترول