بحر من امل
.....................................................
جلس على منحدر يمج سيجارته ..يراقب ارتطام الموج بالصخور...
نظراته الضائعة مابين الافق اللازوردي والبحر الازرق ..تستقر على علبة
خشبية تتراقص فوق سطح المياه...!
التفت يمنة ويسرة ..لايوجد أحد غيره ..يالمفاجأة القدر يا لجمال المصادفة!
تقفز فجأة الى ذاكرته كل أخوات "كان"وبنات عمها ..بل وأبوها ايضاً..!
هذا هو كنزه المنتظر الذي حلم به..لم يعد ما قرأه طفلا مجرد..أساطير
منذ الآن "سوف"يقبر الفقر..يودع التشرد الصباحي الذي امتهن.."سوف"
يصبح من أهم رجال الاعمال في البلد.."ليت"حبيبته معه الآن في نفس
اللحظة .."لكانت"تركت ذلك الثري الملعون وبقيت معه.."لكنها"لا تستحق
تلك الخائنة..باعت حبه ..هجرته ..ثم تزوجت رجلا ميسورا"بحسب أمها
يقدر الجمال"..!
"ليتها تقف الآن بقدرة قادر على هذه الصخرة ليرى دموع الندم ..تنسكب
طعناتٍ على خاصرة حبها "المزيف"تنتقم لرجولته الحبيسة بين قضبان
الاملاق.."لعله"يعيد بعض الاعتبار لكرامةٍأغلقت في وجه بابها...
أسرع يلاحق خطواته..لايأبه للطحالب تعرقلها ..دقات قلبه سبقته الى
تلك العلبة "الامل".
وصل الى أسفل المنحدر..التقطها كما يلتقط نورسٌ جائعُ..سمكة..!
لا ..لن يفتحها الآن ..سوف يخبؤها تحت سترته الواسعة..ياهٍ لتلك السترة!
كم طوت بين أحلامها أشياءه الصغيرة ..بعض من أشياء لازالت توقع ورقة
بقائه .."قرص معمول من ابن الجيران_تفاحةٌمن صاحب البسطة أول
الشارع_علبة سجائر يصارع أيامه ليو فر ثمنها_"
أسرع يسابق الصخور إلى الاعلى ..أحس وكأنه يتسلق جبال الهملايا!
المهم أن يراه أحد..لا يريد لأحد أن يعرف مصدر ثروته ...سوف يجعل كل
من سخر منه يوماً..يتقلبون على نار غيظهم ..وتضيع عقولهم بين آلاف
الاحتمالات!
فجأة ارتسم شبح حبيبته أمام خياله ...تخيل نفسه ماراًبسيارته الفارهة
المكشوفة أمام منزلها..!وسيجاره الكوبي الملفوف على سيقان العذارى
يطلق دخانه في الفضاء..فتضيع ملامحها المعجونة با لألم والحسرة...
بضبابية لذيذة الطعم ..عشراتٌ..بل مئات البكاري سوف يرتمين تحت
قدميه..تمتم في أنفاسه المتلاحقة كسنابك الخيل الراكضة في السباق
أخيراً..استقر في غرفته القريبة ...يفتح العلبة "الامل" ليجد بعض الاوراق
التي غرقت مع أحلامه في لجة البحر...!
ضحك حتى البكاء ...!قهقه بأعلى صوته...ردد البحر صدى الصوت
استلقى على سريره الخشبي ..بينما استقرت عينه على شبكة الصيد
الملقاة في زاوية بأسه...
تمتم مبتسماً"أول الغيث ......ق ط ر ة......!!!