عثرت بعثة أثرية روسية على بقايا أثرية هي الأولى من نوعها، تعود إلى إنسان العصر الحجري في أرخبيل سقطرى.
وقال رئيس البعثة الأثرية الروسية وكبير المستشرقين الروس، فيتالي ناؤميكن أمس لصحيفة السياسية: "أن الآثار المكتشفة في الأرخبيل ترجع إلى ما يقارب المليون سنة".
وأضاف فيتالي، الذي يعمل على إعداد كتاب عن تاريخ سقطرى، إن هذه الاكتشافات تدل على ان بداية وجود الإنسان البدائي في سقطرى يعود إلى نحو 600 الف عام.
وأشار ناؤميكن بعد عودته أمس الأول من الجزيرة، إلى أن الاكتشاف يشكل لغزا جديدا في تاريخ الحضارات في العالم، ويشكل من أهم الحضارات في العالم.
وكانت بعثة أثرية بلجيكية- يمنية مشتركة قد أعلنت في وقت سابق عن العثور على كهف جبلي يمتد بطول ثلاثة كيلومترات، ويضم مجموعة من المباني والمعابد القديمة إلى جانب أوان فخارية ومباخر، وغير ذلك من الأدوات المرتبطة بأداء الطقوس والشعائر داخل هذه المعابد والتي يعود تاريخها -حسب التحليلات الأولية- إلى القرن الثالث الميلادي.
كما أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية عن اكتشاف خمس مستوطنات بشرية و6 مقابر قديمة تعود إلى حقب تاريخية ضاربة في القدم.
كهوف ومغارات أرخبيل سقطرة أسرار وأعاجيب تقترب من الأساطير
ليس التنوع الحيوي والمناخي والطبيعي والبيئي وحده هو ما ينفرد به أرخبيل سقطرى عن غيره في إنحاء مختلفة من العالم، بل تمثل المغارات والكهوف الطبيعية بما يكتنفها من غموض وأسرار وأعاجيب وما يكتنف الحديث عنها من عناصر تشويق وإثارة أكثر ما تقترب من الأساطير والخرافة من أبرز العناصر في منظومة الجذب السياحية للجزيرة.
مع أن عدد الكهوف والمغارات المكتشفة حتى الآن في الجزيرة يتجاوز أكثر من (40) كهفا ومغارة منتشرة على امتداد الجبال الموجودة في الجزيرة البالغ مساحتها (2300)كيلو متر مربع إلا أن الكثير من المهتمين يعتقدون أن الكثير منها لم يتم الكشف عنه حتى الآن.
وكان فريق بلجيكي في مجال الكهوف قد توصل في إطار البحوث المتواصلة لأسرار سقطرى، إلى اكتشاف أطول واكبر مغارة في الجزيرة مطلع مايو من العام 2005م يصل طولها إلى 7 كم ونصف الكيلو وتعرف بمغارة "جنيبة شبهن" بمنطقة دكسم السياحية الشهيرة، حيث يتجمع فيها عدد كبير من أشجار شجرة دم الأخوين الشهيرة والغير موجودة في غير سقطرى.
وحسب الباحث البلجيكي "بيتر ديجست" رئيس البعثة في نزوله الثاني للجزيرة بغرض الدراسة والبحوث فقد تم العثور على(40) كهفاً ومغارة حتى الآن ويعتبر كهف (جنيبة) هو الأطول والأكثر إبهاراً من حيث التكوينات الكلسية والشكل الجمالي للإبداع الرباني ووفرة المياه فيه.
ويعد (جنيبة) ثاني الكهوف المكتشفة بعد الكشف عن كهف (حوق) بمنطقة حالة قبل ثلاث سنوات بطوله البالغ (3) كيلو مترات والذي من المقرر أن يتم تأهيله سياحياً نظراً لما فيه من نقوش تاريخية وقطع تحتاج لدراسة علمية وتاريخية متعمقة.
ووفق استنتاجات أولية توصلت إليها مراكز أبحاث أوروبية بعد سلسلة من الأبحاث والدراسات المتعمقة في الجزيرة، ينفرد الموقع بنشر أولها هنا تمهيدا لنشرها في مواد لاحقة، فأن أرخبيل سقطرى يصنف الأول من نوعه في العالم بعدد الكهوف والمغارات الموجودة فيه.
ويؤكد خبراء أن هناك الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية لم تكتشف في مواقع عديدة من جزيرة سقطرى والجزر التابعة لها، مبينين أن تلك المغارات والكهوف تشكلت بفعل عوامل التعرية الطبيعية وفي بعض منها تفاعلت عوامل " جيومائية " حيث عملت المياه على إذابة الكلس وشكلت أعمدة كلسية معلقة من أعلى سطوح الكهوف.
وبالإضافة إلى وجود أعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهوف إلى الأعلى، فأنه من واقع زيارتنا الأخيرة للجزيرة ضمن فريق وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الإعلامي وبالتعاون مع شركة التبغ والكبريت وجدنا أن معظم تلك الكهوف والمغارات مأهولة بالسكان، ومنها يمارسون حياتهم الطبيعية المعتادة ، وأهمها عموماً مغارة " دي جب " في سهل نوجد، حيث تعتبر أكبرها حجماً في فتحة قطرها، وتتسع لعدد من الأسر دفعة واحدة، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخلها دون عناء.
وتبعد مغارة دي جب عن مركز حديبو بمسافة ( 75 كيلو متراً ) . فيما تبدو للزائر واحدة من أجمل وأكبر المغارات تنوعاً في موجودات ترسباتها الكلسية، التي تتدلى من سقفها ويبرزها سطحها وتمتلئ بها جوانبها.
وتظهر المغارة بعد قطع مسافة خمس دقائق سيرا على الأقدام من سهل نوجد المنبسط في الأسفل، أشبة بتجويف كلسي رمادي الشكل في بطن الجبل تحيط به عند المدخل مجموعة كبيرة من الصخور الكلسية.. فيما تتشكل فتحتها من الترسبات الكلسية التي تكونت عبر الاف السنين في هيئة أميال طولية ومخروطية الشكل وبروزات متفاوتة الأطوال والأحجام والرؤوس الحادة المدببة، لدرجة يبدو الجلوس تحتها بالنسبة للزائر مخيفا وهي تبدو أشبه بحراب ورماح طويلة من شأنها أن ترديه قتيلا فيما لو سقط احدها على رأسه.
كان الهدوء يلف المكان داخل المغارة، مع مجموعة من الطيور الجارحة التي تسكن المكان، وأرضية ترابية ترتفع كلما تعمقت داخل المغارة حتى تلامس سقفها في النهاية، بينما قطرات الماء التي تفرزها جدران المغارة وبروزاتها الكلسية وتتساقط مثل قطرات الندى هي ما يعطي المكان بعدا جماليا أخاذ يضاف إلى نقاء الهواء و الأكسجين الذي تشعر من خلال استنشاقه رئتيك المليئة بالنكوتين له انك استعدت الكثير من حيويتك ونشاطك.
يطل الزائر من فتحة المغارة على سهل نوجد المنبسط والواسع باتساع المدى وبعد النظر، حيث لا يوجد ما يقطع النظر لتبقى القيمة إلى جانب مد الزائر بسعة الأفق تنقية الكثير من الحواس لديه خاصة ما يتصل منها بتذوق الجمال الطبيعي.
تزداد متعة الزائر بالمغارة إلى جانب متعة التصوير والاستمتاع بعذوبة الصدى الموسيقي للأصوات فيها على وقع قطرات الندى عندما يرتادها المرء بمفردة، حيث يمارس فيها وحدته وخلوته ويدرك معنى أن الوحدة عبادة وهو يحط على بوابتها أثقاله وحمولته الشاقة من الهموم الملقاة على عاتقة وراء ظهره ويرتحل في سفر طويل إلى عالمه الاستثنائي الخاص حيث يستحضر بخيالة الكثير من الذكريات الجميلة وإعادة ترتيب الكثير من حساباته.
وإلى جانب متعة الاختلاء والاستجمام بما يعزز من الصفاء الروحي في النفس فأن قيمة زيارة المغارة تتضاعف بالتأمل في أسرارها وتكويناتها ووصفها ومن أشهر من زاروها وعدد المخلوقات الذين استقبلتهم على مدى تاريخها الممتد حسب الاعتقاد إلى بداية تاريخ ظهور الجزيرة وهي التي تبدو بكل تكويناتها وكأنها طفت من قعر البحر.
والمغارة عبارة عن تجويف صخري ممتد لمسافة طويلة تصل إلى عدد من الكيلو مترات من بداية مدخلها إلى نهايتها تتباين اتساعات المغارة من مكان إلى آخر ليبلغ في اقل نقطة 50 متراً ويتضاعف في أماكن أخرى ليصل إلى حدود 100متر وأكثر، ويرتفع سقف المغارة عن أرضيتها بمقدار متباين أيضاً يتراوح مابين 50 متراً إلى 100متراً في أماكن معينة في الوسط والأطراف.
من بداية المغارة وحتى نهايتها تتدلى من سقفها ترسبات كلسية ناجمة عن تجمع وتجمد قطرات الماء التي يرشحها جدران الجبل عبر فتحات ومنافذ غير ظاهرة ومتصلة بالجزء الذي تقع فيه المغارة، لهذا يرجح الاعتقاد القائل بأن المغارة تضم في باطنها الكثير من الأسرار والمعادن الكبريتية والمياه الجوفية البخارية التي تنقي الجو والرئتان.
ومعظم تلك الترسبات تشكل تعليقات ذات أطراف مدببة كالرماح ذات الأحجام المختلفة والأشكال المتنوعة والتي يبلغ تعدادها الملايين وبعض تلك التدليات الترسبية تجتمع وتبدو في هيئة ثريات بلورية بديعة الصنع والإتقان والجمال. فيما يظهر الكثير من تلك التدليات التي تقع على جانب جدران المغارة وقد التصقت أجزاؤها ببعضها البعض لتعكس صورة بديعة ولوحة رائعة التشكيل تتخذ هيئة النباتات المتسلقة أو حدائق من الزهور والشعب المرجانية.
ورغم وجود كثيرين يسكنون الكهوف إلا أنه لا بد من الإشارة لمن لا يعرف سقطرى وطبيعة حياة سكانها أن الكهوف لا تمثل مكان السكن للإنسان السقطري كما يقال، حيث أن كثير من الكهوف منها ما يمثل موئل للطيور الجارحة، ومنها ما يعد مأوى للأغنام والمواشي والأبقار التي من اللافت انتشارها وتحركها بحرية مطلقة في الجزيرة بمنأى عن تهديدات الحيوانات المفترسة، التي تخلوا منها الجزيرة نهائيا وتمثل هذه الميزة أحدة من أبرز سمات سقطرى.
وحسب السكان المحليين فأن هنالك بعض من الناس الذين يبحثون عن العشب لأنعامهم وخصوصا البقر والغنم في أوقات القحط مما يضطرهم لإيواء أغنامهم وأبقارهم فيها خاصة في فترات نزول الأمطار الغزيرة و يسكنون في هذه الكهوف لفترات مؤقتة لا غير على حسب فترة القحط ثم بعد ذلك يعودون إلى قراهم.
في سقطرى أكثر من مغارة وكهف، لكن لو سـألت عن أشهرها، وأطولها، وأجملها، لا غرابة أن يبدو لك معظمها يندرج ضمن هذا التوصيف حسب العامة من السكان، وفي ظل غياب الدراسات والأبحاث العلمية المختصة بدراسة الكهوف والمغارات في سقطرى حتى الآن.
لكن أشهرها - حسب رواية الغالبية من السكان- مغارة (حالة).. وهي تحتوي سر من أسرار الطبيعة وآية من آيات الله على الأرض، ومن واقع زيارتها وبشهادة الكثير من زوارها وتعليقاتهم عليها عرب وأجانب فأنها من المغارات التي ما تزال تثير الكثير من الجدل لدى المهتمين بعد الكشف عنها والإعلان عن وجودها قبل فترة ليست ببعيدة.
ومغارة (حالة) - حسب وصف الكثيرون من زوارها- تختلف كثيرا عن باقي المغارات، حيث يدرك من تردد كثيرا مثلنا في زيارتها بمدى مرارة الشعور بالندم فيما لو كان استجاب لتردده ولم يزرها، وهي لمن زار مغارة (جعيتا) في بيروت صورة أكثر جمالاً وحجماً وموقعاً، ينقصها الاهتمام وتأهيلها وفتحا أمام الزوار.
ووفقا لتأكيدات المسؤولون المحليون فأن مغارة (حالة) وهي تمثل معلماً طبيعياً من المعالم المهمة بين جملة المعالم الطبيعية التي تستأثر بها جزيرة سقطرى دون غيرها، فأنها قد تكون مستقبلا مقصدا مهما من المقاصد التي ينشدها محبي الطبيعة في العالم خاصة وهي تعد إلى جانب بقية الكهوف احد من أهم عناصر الجذب للجزيرة.
وقال رئيس البعثة الأثرية الروسية وكبير المستشرقين الروس، فيتالي ناؤميكن أمس لصحيفة السياسية: "أن الآثار المكتشفة في الأرخبيل ترجع إلى ما يقارب المليون سنة".
وأضاف فيتالي، الذي يعمل على إعداد كتاب عن تاريخ سقطرى، إن هذه الاكتشافات تدل على ان بداية وجود الإنسان البدائي في سقطرى يعود إلى نحو 600 الف عام.
وأشار ناؤميكن بعد عودته أمس الأول من الجزيرة، إلى أن الاكتشاف يشكل لغزا جديدا في تاريخ الحضارات في العالم، ويشكل من أهم الحضارات في العالم.
وكانت بعثة أثرية بلجيكية- يمنية مشتركة قد أعلنت في وقت سابق عن العثور على كهف جبلي يمتد بطول ثلاثة كيلومترات، ويضم مجموعة من المباني والمعابد القديمة إلى جانب أوان فخارية ومباخر، وغير ذلك من الأدوات المرتبطة بأداء الطقوس والشعائر داخل هذه المعابد والتي يعود تاريخها -حسب التحليلات الأولية- إلى القرن الثالث الميلادي.
كما أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية عن اكتشاف خمس مستوطنات بشرية و6 مقابر قديمة تعود إلى حقب تاريخية ضاربة في القدم.
كهوف ومغارات أرخبيل سقطرة أسرار وأعاجيب تقترب من الأساطير
ليس التنوع الحيوي والمناخي والطبيعي والبيئي وحده هو ما ينفرد به أرخبيل سقطرى عن غيره في إنحاء مختلفة من العالم، بل تمثل المغارات والكهوف الطبيعية بما يكتنفها من غموض وأسرار وأعاجيب وما يكتنف الحديث عنها من عناصر تشويق وإثارة أكثر ما تقترب من الأساطير والخرافة من أبرز العناصر في منظومة الجذب السياحية للجزيرة.
مع أن عدد الكهوف والمغارات المكتشفة حتى الآن في الجزيرة يتجاوز أكثر من (40) كهفا ومغارة منتشرة على امتداد الجبال الموجودة في الجزيرة البالغ مساحتها (2300)كيلو متر مربع إلا أن الكثير من المهتمين يعتقدون أن الكثير منها لم يتم الكشف عنه حتى الآن.
وكان فريق بلجيكي في مجال الكهوف قد توصل في إطار البحوث المتواصلة لأسرار سقطرى، إلى اكتشاف أطول واكبر مغارة في الجزيرة مطلع مايو من العام 2005م يصل طولها إلى 7 كم ونصف الكيلو وتعرف بمغارة "جنيبة شبهن" بمنطقة دكسم السياحية الشهيرة، حيث يتجمع فيها عدد كبير من أشجار شجرة دم الأخوين الشهيرة والغير موجودة في غير سقطرى.
وحسب الباحث البلجيكي "بيتر ديجست" رئيس البعثة في نزوله الثاني للجزيرة بغرض الدراسة والبحوث فقد تم العثور على(40) كهفاً ومغارة حتى الآن ويعتبر كهف (جنيبة) هو الأطول والأكثر إبهاراً من حيث التكوينات الكلسية والشكل الجمالي للإبداع الرباني ووفرة المياه فيه.
ويعد (جنيبة) ثاني الكهوف المكتشفة بعد الكشف عن كهف (حوق) بمنطقة حالة قبل ثلاث سنوات بطوله البالغ (3) كيلو مترات والذي من المقرر أن يتم تأهيله سياحياً نظراً لما فيه من نقوش تاريخية وقطع تحتاج لدراسة علمية وتاريخية متعمقة.
ووفق استنتاجات أولية توصلت إليها مراكز أبحاث أوروبية بعد سلسلة من الأبحاث والدراسات المتعمقة في الجزيرة، ينفرد الموقع بنشر أولها هنا تمهيدا لنشرها في مواد لاحقة، فأن أرخبيل سقطرى يصنف الأول من نوعه في العالم بعدد الكهوف والمغارات الموجودة فيه.
ويؤكد خبراء أن هناك الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية لم تكتشف في مواقع عديدة من جزيرة سقطرى والجزر التابعة لها، مبينين أن تلك المغارات والكهوف تشكلت بفعل عوامل التعرية الطبيعية وفي بعض منها تفاعلت عوامل " جيومائية " حيث عملت المياه على إذابة الكلس وشكلت أعمدة كلسية معلقة من أعلى سطوح الكهوف.
وبالإضافة إلى وجود أعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهوف إلى الأعلى، فأنه من واقع زيارتنا الأخيرة للجزيرة ضمن فريق وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الإعلامي وبالتعاون مع شركة التبغ والكبريت وجدنا أن معظم تلك الكهوف والمغارات مأهولة بالسكان، ومنها يمارسون حياتهم الطبيعية المعتادة ، وأهمها عموماً مغارة " دي جب " في سهل نوجد، حيث تعتبر أكبرها حجماً في فتحة قطرها، وتتسع لعدد من الأسر دفعة واحدة، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخلها دون عناء.
وتبعد مغارة دي جب عن مركز حديبو بمسافة ( 75 كيلو متراً ) . فيما تبدو للزائر واحدة من أجمل وأكبر المغارات تنوعاً في موجودات ترسباتها الكلسية، التي تتدلى من سقفها ويبرزها سطحها وتمتلئ بها جوانبها.
وتظهر المغارة بعد قطع مسافة خمس دقائق سيرا على الأقدام من سهل نوجد المنبسط في الأسفل، أشبة بتجويف كلسي رمادي الشكل في بطن الجبل تحيط به عند المدخل مجموعة كبيرة من الصخور الكلسية.. فيما تتشكل فتحتها من الترسبات الكلسية التي تكونت عبر الاف السنين في هيئة أميال طولية ومخروطية الشكل وبروزات متفاوتة الأطوال والأحجام والرؤوس الحادة المدببة، لدرجة يبدو الجلوس تحتها بالنسبة للزائر مخيفا وهي تبدو أشبه بحراب ورماح طويلة من شأنها أن ترديه قتيلا فيما لو سقط احدها على رأسه.
كان الهدوء يلف المكان داخل المغارة، مع مجموعة من الطيور الجارحة التي تسكن المكان، وأرضية ترابية ترتفع كلما تعمقت داخل المغارة حتى تلامس سقفها في النهاية، بينما قطرات الماء التي تفرزها جدران المغارة وبروزاتها الكلسية وتتساقط مثل قطرات الندى هي ما يعطي المكان بعدا جماليا أخاذ يضاف إلى نقاء الهواء و الأكسجين الذي تشعر من خلال استنشاقه رئتيك المليئة بالنكوتين له انك استعدت الكثير من حيويتك ونشاطك.
يطل الزائر من فتحة المغارة على سهل نوجد المنبسط والواسع باتساع المدى وبعد النظر، حيث لا يوجد ما يقطع النظر لتبقى القيمة إلى جانب مد الزائر بسعة الأفق تنقية الكثير من الحواس لديه خاصة ما يتصل منها بتذوق الجمال الطبيعي.
تزداد متعة الزائر بالمغارة إلى جانب متعة التصوير والاستمتاع بعذوبة الصدى الموسيقي للأصوات فيها على وقع قطرات الندى عندما يرتادها المرء بمفردة، حيث يمارس فيها وحدته وخلوته ويدرك معنى أن الوحدة عبادة وهو يحط على بوابتها أثقاله وحمولته الشاقة من الهموم الملقاة على عاتقة وراء ظهره ويرتحل في سفر طويل إلى عالمه الاستثنائي الخاص حيث يستحضر بخيالة الكثير من الذكريات الجميلة وإعادة ترتيب الكثير من حساباته.
وإلى جانب متعة الاختلاء والاستجمام بما يعزز من الصفاء الروحي في النفس فأن قيمة زيارة المغارة تتضاعف بالتأمل في أسرارها وتكويناتها ووصفها ومن أشهر من زاروها وعدد المخلوقات الذين استقبلتهم على مدى تاريخها الممتد حسب الاعتقاد إلى بداية تاريخ ظهور الجزيرة وهي التي تبدو بكل تكويناتها وكأنها طفت من قعر البحر.
والمغارة عبارة عن تجويف صخري ممتد لمسافة طويلة تصل إلى عدد من الكيلو مترات من بداية مدخلها إلى نهايتها تتباين اتساعات المغارة من مكان إلى آخر ليبلغ في اقل نقطة 50 متراً ويتضاعف في أماكن أخرى ليصل إلى حدود 100متر وأكثر، ويرتفع سقف المغارة عن أرضيتها بمقدار متباين أيضاً يتراوح مابين 50 متراً إلى 100متراً في أماكن معينة في الوسط والأطراف.
من بداية المغارة وحتى نهايتها تتدلى من سقفها ترسبات كلسية ناجمة عن تجمع وتجمد قطرات الماء التي يرشحها جدران الجبل عبر فتحات ومنافذ غير ظاهرة ومتصلة بالجزء الذي تقع فيه المغارة، لهذا يرجح الاعتقاد القائل بأن المغارة تضم في باطنها الكثير من الأسرار والمعادن الكبريتية والمياه الجوفية البخارية التي تنقي الجو والرئتان.
ومعظم تلك الترسبات تشكل تعليقات ذات أطراف مدببة كالرماح ذات الأحجام المختلفة والأشكال المتنوعة والتي يبلغ تعدادها الملايين وبعض تلك التدليات الترسبية تجتمع وتبدو في هيئة ثريات بلورية بديعة الصنع والإتقان والجمال. فيما يظهر الكثير من تلك التدليات التي تقع على جانب جدران المغارة وقد التصقت أجزاؤها ببعضها البعض لتعكس صورة بديعة ولوحة رائعة التشكيل تتخذ هيئة النباتات المتسلقة أو حدائق من الزهور والشعب المرجانية.
ورغم وجود كثيرين يسكنون الكهوف إلا أنه لا بد من الإشارة لمن لا يعرف سقطرى وطبيعة حياة سكانها أن الكهوف لا تمثل مكان السكن للإنسان السقطري كما يقال، حيث أن كثير من الكهوف منها ما يمثل موئل للطيور الجارحة، ومنها ما يعد مأوى للأغنام والمواشي والأبقار التي من اللافت انتشارها وتحركها بحرية مطلقة في الجزيرة بمنأى عن تهديدات الحيوانات المفترسة، التي تخلوا منها الجزيرة نهائيا وتمثل هذه الميزة أحدة من أبرز سمات سقطرى.
وحسب السكان المحليين فأن هنالك بعض من الناس الذين يبحثون عن العشب لأنعامهم وخصوصا البقر والغنم في أوقات القحط مما يضطرهم لإيواء أغنامهم وأبقارهم فيها خاصة في فترات نزول الأمطار الغزيرة و يسكنون في هذه الكهوف لفترات مؤقتة لا غير على حسب فترة القحط ثم بعد ذلك يعودون إلى قراهم.
في سقطرى أكثر من مغارة وكهف، لكن لو سـألت عن أشهرها، وأطولها، وأجملها، لا غرابة أن يبدو لك معظمها يندرج ضمن هذا التوصيف حسب العامة من السكان، وفي ظل غياب الدراسات والأبحاث العلمية المختصة بدراسة الكهوف والمغارات في سقطرى حتى الآن.
لكن أشهرها - حسب رواية الغالبية من السكان- مغارة (حالة).. وهي تحتوي سر من أسرار الطبيعة وآية من آيات الله على الأرض، ومن واقع زيارتها وبشهادة الكثير من زوارها وتعليقاتهم عليها عرب وأجانب فأنها من المغارات التي ما تزال تثير الكثير من الجدل لدى المهتمين بعد الكشف عنها والإعلان عن وجودها قبل فترة ليست ببعيدة.
ومغارة (حالة) - حسب وصف الكثيرون من زوارها- تختلف كثيرا عن باقي المغارات، حيث يدرك من تردد كثيرا مثلنا في زيارتها بمدى مرارة الشعور بالندم فيما لو كان استجاب لتردده ولم يزرها، وهي لمن زار مغارة (جعيتا) في بيروت صورة أكثر جمالاً وحجماً وموقعاً، ينقصها الاهتمام وتأهيلها وفتحا أمام الزوار.
ووفقا لتأكيدات المسؤولون المحليون فأن مغارة (حالة) وهي تمثل معلماً طبيعياً من المعالم المهمة بين جملة المعالم الطبيعية التي تستأثر بها جزيرة سقطرى دون غيرها، فأنها قد تكون مستقبلا مقصدا مهما من المقاصد التي ينشدها محبي الطبيعة في العالم خاصة وهي تعد إلى جانب بقية الكهوف احد من أهم عناصر الجذب للجزيرة.