كمامات ضد الطائفية
بقلم أحمد غراب / عمودي اليومي وجهة مطر / صحيفة الثورة
الطائفية مفهوم مشتق من (طاف، يطوف، طواف، فهو طائف على خراب البلد ) .
ابن خلدون يقول أنها موقف انتهازي للحصول على "عصبية".
فكيف إذا اجتمعت الطائفية والسلاح والفلتان الأمني والصراع السياسي والفوضى ؟!
عدوى الطائفية انتشرت في مواضيع وتعليقات الفايسبوك بشكل لم نكن نعهده من قبل حتى انك تحسب أن هؤلاء المتجادلين المتباغضين فيما بينهم ليسوا يمنيين وهم يمنيوٍن أبا عن جد وقد تندهش عندما تعلم أنهم زملاء مهنة واحدة أو جيران أو أبناء حارة أو طلاب درسوا معا من الابتدائية حتى تخرجوا من الجامعة وربما موظفين في مكان واحد فما الذي ملأ صدورهم على بعضهم وجعلهم يترصدون فيما بينهم ويتهامزون ويخونون بعضهم وكل يطعن بالآخر ويعتبره عدو الأمة والوطن!
منذ متى أصبح اليمني عدو اليمني ؟ 
كلنا مسلمون وكلنا يمنيون وأبناء وطن واحد الا يكفي ذلك ؟!
وأنا امشي في الشوارع ومع رياح الثور التي هبت بالغبار من دول الغبار رأيت اناسا يضعون الكمامات على وجوههم فتمنيت في قلبي أن هناك كمامات تقينا عدوى الطائفية السياسية التي انتقلت الى بلادنا فصار اليمني يحارب اليمني ويتربص به ويعتبره عدوه الأول فأي بلد نريد أن نبني ؟ وأي تغيير نتحدث عنه ؟ ونحن نتبرأ من بعضنا البعض ، ونغلب أحزابنا وجماعاتنا ومذاهبنا على مبادئنا الدينية والإسلامية التي تربينا عليها والتي تقول أننا امة واحدة ومسؤولية بناء الوطن مسؤوليتنا جميعا.
طائفية اليوم ذات بعد سياسي واقليمي ، ترفض الطوائف الأخرى وتسعى إلى كسب الحقوق التي لغيرها تعاليا عليها أو تجاهلا لها وتعصبا ضدها.
صناعة خارجية تم تهريبها إلى اليمن لتكون (الحالقة) لا أقول تحلق الشعر بل تحلق اليمن. 
في الحرب الطائفية إعلامية كانت أو سياسية أو حزبية لا يوجد رابح وخاسر الوطن هو اكبر الخاسرين والجميع هم الضحية بلا استثناء.
صعب انك تتنكر لصاحبك أو لجارك أو لإبن وطنك لأنه لن تستطيع أن تهرب منه ولن يستطيع أن يهرب منك ، لهذا يجب أن نتقبل بعضنا ونوقف أي بذور للفتنة .
ليكن اليمن هو قبيلتنا وطائفتنا وحزبنا ومذهبنا .
(فاعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). 
"اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي".


منقول للفائدة