منتدى عبد الله أحمد عنان
اهلا وسهلا بك بالمنتدى


منتدى عبد الله أحمد عنان
اهلا وسهلا بك بالمنتدى

منتدى عبد الله أحمد عنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عبد الله أحمد عناندخول

أهلاً وسهلاً بكم في المنتدى المتواضع. أحب الأصدقاء والتعارف -أدخل واعطى رأيك وأضف ما تحب ولا تتردد.


descriptionملـف المستحيـل..ج1 Emptyملـف المستحيـل..ج1

more_horiz
هذه الرواية خيالية إلى أقصى حد.. وافتراضية إلى آخر مدى
فمنذ سنوات طوال، يطالبني آلاف القرَّاء برواية مشتركة، تجمع بين نور وأدهم صبري
ودوماً كنت أرفض الفكرة تماماً.. فكرة دمج ملف المستقبل مع رجل المستحيل.. ثم مرت سنوات وسنوات وسنوات، وحانت لحظة الوداع.. حانت لحظة وضع نهاية للسلسلتين
رجل المستحيل.. وملف المستقبل..
وإيذاناً بقرب النهاية، ومع بدء العد التنازلي لها، راودتني فكرة هذه الرواية، التي طالما رفضتها
وبالفعل، أمسكت قلمي، وبدأت أخطُّ كلماتها
وسطورها..
وصفحاتها..
ولأوَّل مرة في حياتي، راح العمل يكتمل، وأنا أقاومه في أعماقي، ثم أستسلم له، وأتفاعل معه... بل وأحبُّه
والآن قرَّرت تقديم هذه الرواية الخاصة جداً.. رواية أختتم بها رحلة ربع قرن، قضيتها مع السلسلتين
وها هي ذي تحت عيونكم..
اقرؤوها، واستمتعوا بها، ولكن حذارِ أن تبحثوا فيها عن أي منطق، أو أي ارتباط بأحداث السلسلتين
فهي رواية خاصة..
خاصة جداً..

*******
انبعث ضوء بنفسجي هادئ داخل ذلك المصعد الأسطواني الشفّاف، الذي يهبط بالمقدم نور قائد الفريق الخاص التابع للمخابرات العلمية المصرية إلى الطابق الثالث تحت الأرضي حيث حجرة العمليات الخاصة، ولم يكد المصعد يصل إلى مستقره، حتى غادره نور، وسار عبر ممر طويل، مضاء بضوء خافت مريح للأعصاب، إلى أن توقَّف أمام باب دائري أشبه بحدقة عدسة تصوير كبيرة، واتخذ وقفة عسكرية ثابتة، وهو يقول
ـ المقدم نور الدين محمود
لم يكد ينتهي من قوله، حتى انبعثت عدة خيوط من الليزر الدقيق، من ثقب بالغ الدقة، في طرف الباب، وراحت تجوس عبر وجهه لحظات، قبل أن ينفتح الباب الحلقي الدائري في بطء، وتنكشف حجرة العمليات الخاصة، التي يقف داخلها القائد الأعلى مع كبير علماء مركز الأبحاث التابع للإدارة، ولقد اعتدل الاثنان وهما يستقبلان نور، الذي أدى التحية العسكرية في قوة، وهو يقول
ـ في خدمتك يا سيدي

أجابه القائد الأعلى، وهو يشير بيده
ـ استرْخِ يا نور، واشحذ كل حواسك جيداً، فالأمر الذي نواجهه الآن شديد الخطورة، وربما يعتمد عليه وجودنا كله
تساءل نور في قلق
ـ وجودنا كمصريين؟
هزَّ كبير العلماء رأسه، مجيباً في توتر شديد، شفَّ عن خطورة الأمر
ـ بل وجودنا كبشر
ارتفع حاجبا نور لحظة في دهشة، قبل أن يعودا للانعقاد وهو يتساءل محاولاً كبت انفعاله
ـ إلى هذا الحد
أجابه القائد الأعلى هذه المرة
ـ أنت تعلم بالطبع -بحكم موقعك- بأمر تلك الإدارة الجديدة التي أنشأناها بعد كشف قوانين السفر عن الزمن، والخاصة بمراقبة الزمن طوال الوقت
أومأ نور برأسه إيجاباً في حذر، وهو يقول
ـ بالطبع.. ولكنني أذكر أيضاً اعتراضي على الفكرة كلها؛ لأننا لم ندرك قواعد السفر عبر الزمن بصورة متكاملة بعد، ومراقبة نهر الزمن تحتاج إلى المزيد من المعلومات، وإلا فقد تؤدي محاولاتنا إلى كارثة لا ندركها أو نتوقعها؛ بسبب نقص معلوماتنا
تبادل القائد الأعلى وكبير العلماء نظرة صامتة، استشفّ منها نور ما ضاعف من قلقه، قبل أن يقول الأخير
ـ في أوَّل أيام عملها، سجلت لجنة مراقبة الزمن فقاعة كبيرة
غمغم نور في دهشة حائرة حذرة
ـ فقاعة؟
أشار إليه القائد الأعلى، قائلاً
ـ إنه مصطلح يستخدم لوصف حالة تجاوز غير شرعية، في السفر عبر الزمن
انعقد حاجبا نور، وهو يتساءل في قلق شديد
ـ مَن فعلها؟
أجابه كبير العلماء في سرعة، وكأنما ينتظر السؤال
ـ مساعدي الخاص.. لقد استخدم تقنية محدودة توصّلنا إليها مؤخراً أثناء دراستنا لبلورة الطاقة التي عثرنا عليها في ذلك الجسم الفضائي المجهول، الذي سقط بالقرب من مرسى مطروح، منذ عامين.. لقد كانت تحوي طاقة هائلة، تكفي لنقل شخصين بمعداتهما عبر الزمن، وكان المفترض أن يستعد لإجراء أولى التجارب، على أحد المتطوعين، من رجال القوات الخاصة، عندما راجع تقارير الفنيين عن القوة الهائلة التي يمكن أن يكتسبها شخص من زمننا، إذا ما سافر عبر الزمن إلى الماضي
غمغم نور دون أن يحاول إخفاء توتره
ـ أمر طبيعي.. العلم يتطوَّر بسرعة مخيفة، منذ بداية ثمانينات القرن العشرين، وما نعرفه ونستخدمه الآن كان مجرَّد جزء من روايات الخيال العلمي في تسعينيات القرن العشرين، على الرغم مما كانوا يتصوَّرنه من تقدُّمهم العلمي آنذاك
هتف كبير العلماء في انفعال، وهو يشير إليه بسبَّابة مرتجفة
ـ بالضبط
بدت الدهشة على وجه نور من ذلك الانفعال الجارف، فأضاف القائد الأعلى مفسراً الأمر
ـ طاقة تلك البلورة -على الرغم من قوّتها- محدودة، وعلومنا عن السفر عبر الزمن أكثر محدودية، لذا فكل ما ستمنحه للمسافر بضع سنوات فحسب
تساءل نور في اهتمام
ـ كم بالتحديد؟
أشار كبير العلماء بيده، مجيباً
ـ ربما يصل إلى نهايات القرن العشرين على الأكثر
هتف نور، في دهشة بالغة
ـ ولكن هذا مستحيل، فوفقاً لفلسفة السفر عبر الزمن، يستحيل أن تتواجد المادة مرتين في زمن واحد، وعندما يصل إلى نهايات القرن العشرين، سيكون قد وُلِدَ هناك بالفعل، مما يعني استحالة تواجده مرتين، وسيفنى جسده فور وصوله إلى هناك
تردَّد كبير العلماء لحظات، قبل أن يقول
ـ ليس بالضرورة
تطلَّع إليه نور في دهشة أكثر، فتابع
ـ دراساتنا تشير إلى أنه من الممكن أن تبقى المادة في حالة ازدواج لستين ساعة كاملة، فإما أن يحدث الانفصال عندئذ، أو تفنى المادتان معاً، وتمحيان من سجل الزمن
تساءل نور، في حذر مندهش
ـ بمعنى؟
أجابه القائد الأعلى هذه المرة
ـ بمعنى أن ذلك المساعد عماد يستطيع أن يفسد ماضينا، أو يعيد تشكيله لحسابه، لمدة ستين ساعة كاملة، ثم يعود إلى زمنه، ومن المؤكَّد أنه سيجد عالماً مختلفاً عندما يعود
أضاف كبير العلماء بصوت مرتجف
ـ عالم يناسبه
وأكمل القائد الأعلى في حزم
ـ ولا يناسبنا
صمت نور تماماً، وهو يدير الأمر في رأسه، قبل أن يقول في حزم
ـ ومتى يمكنني اللحاق به؟
تبادل القائد الأعلى وكبير العلماء نظرة صامتة، ثم قال الثاني بنفس الصوت المرتجف المتوتر
ـ ما لدينا من طاقة يتيح لك العودة إلى الزمن نفسه، لمدة ثلاثين ساعة فحسب، وبعدها إما أن تنجح في العودة إلى زمننا، أو
لم يستطع إكمال عبارته، ولكن القائد الأعلى أضاف في حزم
ـ أو يتلاشى جسدك في حالتيه، الحاضرة والماضية، وينمحي من نهر الزمن تماماً
وانعقد حاجبا نور في شدة
فالاحتمالات خطيرة ومخيفة
إلى أقصى حد..
*******
التهم قدري شطيرته الضخمة في استمتاع واضح، وهو يجلس بجسده الضخم وسط المدرجات الخالية في النادي الشهير في وسط القاهرة، وربَّت على كرشه الكبير في مرح، وهو يقول لمنى، الجالسة إلى جواره
ـ نشيط للغاية هذا الرجل.. أليس كذلك؟
تطلَّعت منى في حب جارف وانبهار واضح، إلى أدهم، الذي يكمل دورته الخامسة عدواً حول الملعب الكبير، التفتت إلى قدري قائلة
ـ ألديك شك في هذا؟
أطلق ضحكة مجلجلة مرحة، جذبت انتباه أدهم، وجعلته يتوقَّف، ويلتفت إليهما مبتسماً، فصاح قدري بصوته الجهوري
ـ إننا نبدي إعجابنا بك
جفَّف أدهم عرقه، وهو يتجه نحوهما، قائلاً
ـ حقاً؟
احمرَّ وجه منى خجلاً، وقالت في ارتباك
ـ أنت تبدي نشاطاً غير عادي، بالنسبة
بترت عبارتها على نحو حاد، قبل أن تتمها، فأكملها أدهم بنفس الابتسامة
ـ بالنسبة لرجل في مثل عمري.. أليس كذلك؟
قالت محتجَّة في سرعة
ـ لم أقصد هذا
اتسعت ابتسامته، وهو يجلس إلى جوارها، ويواصل تجفيف عرقه
ـ ألا تلاحظون أنها أوَّل مرة يجتمع ثلاثتنا فيها، دون أن نكون داخل عملية رسمية
هزَّ قدري كتفيه المكتظين دون أن يجيب، في حين بدت منى هائمة، وهي تقول
ـ هذا صحيح
نقل قدري بصره بينهما في حنان، قبل أن يقول في حماس
ـ ما رأيكما لو ننتهز الفرصة، ونتناول العشاء معاً في جو هادئ لأوَّل مرة أيضاً
التفتت إليه منى في صمت، في حين قال أدهم
ـ فكرة رائعة
هتف قدري، وقد تضاعف حماسه
ـ سأحجز الليلة مائدة خاصة في واحدة من السفن السياحية النيلية
مرة أخرى صمتت منى، وقال أدهم
ـ اتفقنا

descriptionملـف المستحيـل..ج1 Emptyرد: ملـف المستحيـل..ج1

more_horiz
ابتسم قدري ابتسامة واسعة، وهو يميل على أذن منى، هامساً
ـ اطمئنّي.. ظرف قهري سيمنعني من الحضور في اللحظة الأخيرة
تضرَّج وجهها بحمرة الخجل مرة أخرى، وإن لم تستطع إخفاء ابتسامتها، وهي تلتفت إلى أدهم، محاوِلةً رصد انفعاله
ولدهشتها، بدا أدهم واجماً
كان يحدِّق في نقطة بعيدة، في اهتمام وتوتر شديدين، مما دفعها إلى الالتفات إلى النقطة نفسها بحركة غريزية
واتسعت عيناها بمنتهى الدهشة
فهناك في منتصف الملعب تماماً، وعلى ارتفاع عشرة أمتار، وحيث يحدِّق أدهم، كانت هناك فقاعة كبيرة تتكوَّن على نحو عجيب.. فقاعة شفافة، أشبه بكرة هلامية، تشوه الهواء من حولها
مشهد عجيب، لم تره منى في حياتها قط.. أو تتخيَّل حتى رؤيته
ومع نظرتها الذاهلة، ونظرة أدهم المتوترة، كان من الطبيعي أن يلتفت قدري إلى حيث ينظران، وأن يهتف في صوت مصدوم
ـ ما هذا؟
لم يكن تساؤله قد اكتمل، عندما دوَّت فرقعة هائلة فجأة في المكان
فرقعة مع موجة تضاغطية عنيفة، جعلت أدهم يثب من مكانه، ويحمي منى وقدري بجسده، هاتفاً
ـ احترسا
شعر بموجة هائلة ترتطم بظهره، وتدفعه نحوهما، فارتطم بهما معاً، وتشبث بهما جيداً، محاولاً حمايتهما من خطر يجهله، ومن حولهم راحت المقاعد تتطاير، كما لو أنها تقف في طريق انفجار رهيب، على الرغم من أن تلك الموجة، التي ارتطمت بظهر أدهم بمنتهى العنف كانت باردة كثلوج القطب
ولثوانٍ بدت أشبه بدهر كامل، راح كل شيء يتطاير حولهم، قبل أن يسقط وتهدأ الأمور تدريجياً
ومع هدوء الموقف، أو حتى قبل أن يكتمل الهدوء، وثب أدهم واقفاً على قدميه، واستدار إلى حيث كانت تلك الفقاعة، قبل أن ينعقد حاجباه في شدة، ويسري التوتر في كل ذرة من كيانه
فهناك، في منتصف الملعب، كان رجل في ثوب فضي من قطعة واحدة ينهض في بطء، تحيط به هالة ذات لون فيروزي متألِّق
تماماً كما يحدث في أفلام الخيال العلمي
فمن حوله كان هناك لون عجيب، يجمع بين الأخضر والأصفر، مع أطراف أرجوانية، يصنع شبه دائرة، في حين وقف الرجل على قدميه، ورفع عينيه في بطء إلى حيث يجلس الجميع
ثم ارتطمت عيناه بعيني أدهم
لم تلتقيا، وإنما ارتطمتا..
وبمنتهى الدهشة والتوتر، عقد أدهم حاجبيه، وتفجَّر في رأسه ألف سؤال وسؤال وسؤال
أما ذلك الرجل ذو الثوب الفضي فقد تألَّقت عيناه على نحو عجيب، عندما وقع بصره على أدهم، وارتسمت على شفتيه ابتسامة وحشية، توحي بأنه يعرف هوية أدهم تماماً
أو أنه قد أتى من أجله
ولقد بلغ هذا الإحساس أدهم..
أو انغرس في أعماقه غرساً..
وفي حركة بطيئة واثقة، رفع القادم العجيب يده بمسدس ليزري، لم يعرفه هذا الزمن بعد، وصوَّبه نحو أدهم دون أن تختفي ابتسامته، وإن اكتست بتشفٍّ واضح جلي، أطلَّ من عينيه أيضاً
ومن المؤكَّد أن أدهم في زمنه، لم يكن قد رأى مسدساً ليزرياً قط
ولكنه مسدس..
أياً كانت ماهيته..
وفي توتر شديد، رفعت منى رأسها، متسائلة
ـ ماذا يحدث؟
كان قدري يريد أن يلقي السؤال نفسه، ولكن لسانه انعقد في أعماق حلقه، مع ذلك المشهد المذهل أمامه
أما أدهم، فقد عاد يدفعهما إلى أسفل، وهو ينحني بحركة سريعة
وفي اللحظة نفسها، انطلق خيط أشعة الليزر

لم تكن أشعة عادية، كتلك التي يألفها رجال الأمن في زمن نور، وإنما كانت أشعة خاصة، تم تطوير سلاحها الخاص في معمل الأبحاث التابع للمخابرات العلمية
أشعة تجاوزت أدهم ورفيقيه، وأصابت المقاعد الخشبية، على بُعد عشرة أمتار خلفهم
ودوى الانفجار..
انفجار عنيف، أطاح بالمقاعد وما حولها، وجعل قدري يطلق صرخات متتالية في رعب شديد، في حين راحت منى تردِّد ذاهلة
ـ ماذا يحدث يا أدهم؟!.. ماذا يحدث؟
لم يجبها أدهم، ولم يحاول حتى تهدئة قدري، وقد انشغل ذهنه وكيانه كله بذلك العدو العجيب، الذي يملك سلاحاً، لم يعهد مثله من قبل قط
ولأن عقله واقعي تماماً، فقد انطلق يبحث عن تفسير منطقي لما يواجهه
أهو سلاح جديد من ابتكار العدو التقليدي؟!.. أم أنه هبة منحته إياها راعيته الأولى أمريكا لتجربته هنا.. في مصر؟
أم هي تكنولوجية متطوِّرة، يتم اختبارها لأوَّل مرة؟
أو خدعة..
خدعة شديدة الإتقان، يقوم بها خصم عادي، بمعاونة آخر، يختفي في مكان ما
لم يمهله القادم للبحث عن تفسير ما، فقد عاد يصوِّب إليه مسدسه الليزري المدمِّر، وشفتاه تحملان الابتسامة نفسها
ولكن رجال أمن النادي وصلوا في هذه اللحظة
وفي صرامة عصبية، صوَّبوا أسلحتهم إلى القادم، وكبيرهم يصرخ فيه
ـ توقَّف وألقِ سلاحك، وإلا
قبل حتى أن يكمل تهديده التفت إليه القادم في بطء، وتلك الهالة مختلفة الألوان ما زالت تحيط به، وأدار فوهة مسدسه
وأطلق أشعته..
ومرة أخرى دوى الانفجار، بين رجال الأمن الأربعة، فأطاح بأحدهم في عنف لخمسة أمتار كاملة، قبل أن يسقط فيُدقّ عنقه على الفور، في حين سقط الثلاثة الآخرون، وصرخ كبيرهم، وهو يحاول النهوض في سرعة
ـ أطلقوا النار
وأمام عيون أدهم وقدري ومنى، أطلق رجال الأمن الثلاثة النار نحو ذلك القادم مباشرة، ولكن الرصاصات كلها ارتطمت بالهالة المحيطة به، وتناثرت مرتدَّة في عنف شديد
ومرة أخرى، اتسعت عينا قدري عن آخرهما، وهو يصرخ
ـ يا إلهي!.. يا إلهي
والتصقت منى بأدهم في خوف لم يراودها مثله في حياتها كلها، فضمها أدهم إليه، وكأنما يسعى لحمايتها، وهو يتابع ما يحدث في دهشة بالغة
لقد انضمَّ خمسة رجال أمن آخرين إلى القتال، وانطلقت رصاصاتهم كلها نحو القادم، لترتطم كلها بالهالة المحيطة به، وترتد في كل الاتجاهات، في حين راح هو يطلق أشعة مسدسه، ويطيح بهم واحداً بعد الآخر
وفي البداية، كان أدهم يرغب في الانقضاض عليه مباشرة.. ولكن عقله كان يعمل أسرع وأقوى من انفعاله
إنه خصم قوي، منيع، عجيب، لا توجد وسيلة معروفة لمقاومته وهزيمته، وفقاً لما يراه
والهجوم المباشر قد يعني الهزيمة
والإصابة..
أو الموت..
وواجبه كرجل مخابرات يحتم عليه البحث عن وسيلة للقتال
والمقاومة..
والنصر..
لا بد وأن يتخذ ما يتيح له إنقاذ الآخرين من هذا الخطر
وبأي ثمن..
ولأنه يفتقر إلى المعلومات الكافية عن خصمه حتى هذه اللحظة، فمن المحتَّم أن يبقى بعيداً عن الاحتكاك المباشر به، حتى يعرف كيف
ومتى..
لذا، فقد جذب منى وقدري، وهو يهتف بهما
ـ أسرعا
انطلق قدري يسبقهما عدواً، في حين هتفت منى مستنكرة
ـ هل سنفرّ منه؟
أجابها أدهم، وهو يسرع بها نحو سيارته
ـ بل ننسحب، حتى ندرس طبيعة عدونا، وكيفية مواجهته
هتفت في انفعال شديد
ـ ولكنها أوَّل مرة
قاطعها، وهو يفتح باب سيارته، ويدفعها داخلها، إلى جوار قدري، الذي سبقهما داخلها
ـ لكي نحمي الآخرين، لا ينبغي أن ننشغل كثيراً بأنفسنا
هتفت مرتجفة، من فرط الانفعال
ـ أيعني هذا أن نبتعد عنه؟
أدار محرِّك سيارته، وهو يقول في حزم
ـ لو أن استنتاجي سليم.. فهو سيتبعنا
هتفت مذعورة
ـ يتبعنا؟
كان استنتاجه سليماً للغاية، ففور تجاوزه طاقم الحراسة، أدار المساعد الفني المستقبلي عماد عينيه، إلى حيث يعدو أدهم ومنى، وبوساطة منظار خاصّ رصد حركتهما من خلف جدار ساحة الركض في النادي
وتألَّقت عيناه في شدة
فالواقع أن الخطة التي وضعها لتغيير الماضي لصالحه كانت تعترضها عقبة واحدة، لا بد من إزاحتها عن الطريق أوَّلاً
عقبة اسمها أدهم..
أدهم صبري..

descriptionملـف المستحيـل..ج1 Emptyرد: ملـف المستحيـل..ج1

more_horiz
قصة رائعة امتزج فيها الحلم مع الخيال ينشدان الواقع المرير


سلمت يداك ولا حرمنا ابداعاتك وتميز مواضيعك وجمالها

لك وردي وودي وتحياتي

سلسبيل

ملـف المستحيـل..ج1 4e215c4f1a

descriptionملـف المستحيـل..ج1 Emptyرد: ملـف المستحيـل..ج1

more_horiz
شكرا على ردك الجميل يا نور المنتدى وامله
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد