كيف تتشكل القيم في شخصية الإنسان ،ولماذا ما تراه خطأ سلوكيا فادحا يراه الآخرون مجرد سلوك عابر لا يقفون عنده للحظة؟
إذا أردنا أن نفهم سلوكيات الذين نتعامل معهم في الحياة فلابد لنا من تذكر أن الفرد هو نتاج طفولته ومراهقته وان أفكاره هي
الدافع لسلوكه.
إن 90% من شخصية الطفل تتشكل في السنوات السبع الأولى، حيث يبدأ التقبل والإدراك والقيم وهي أهم سنوات عمر الإنسان
على الإطلاق.
بعد ذلك أي من سن 7إلى 18، تتشكل 10% من شخصية الإنسان وهي ليست نسبة قليلة، ففيها يمكن إعادة تشكيل شخصية
المراهق عن طريق الإقناع والحوار، ويمكن فيها كذلك تعديل بعض الخصائص في شخصيته.
لكن الناس الذين نقابلهم وهم في مرحلة النضج من حياتهم هل يمكن أن يتغيرون أو يتعدلون؟
من الممكن تعليم الناس اكتساب مهارات جديدة في سنوات متقدمة من العمر عن طريق التدريب ،لكن هذا الهدف ليتحقق يحتاج
إلى رغبة داخلية تنبع من ذات الشخص، كما لا بد له من اتخاذ قرار التغيير وسط مجموعة من العوامل المساعدة كالتوقع الايجابي والصبر والالتزام.
مثلا الذين لا يلتزمون بمواعيدهم ولا يدركون قيمة الوقت هم في الأساس لا يعتقدون بأهمية الوقت ولم يكتسبوا هذه المهارة في
طفولتهم، و لكي يكتسبوها في مرحلة النضج يجب أن يغيروا قناعتهم تجاهها.
ولاكتساب مهارة احترام الوقت مراحل فهي لا تأتي اعتباطا
في الثلاث سنوات الأولى يتعلم الطفل هذه القيمة وفائدتها وأهميتها من خلال سلوكيات الوالدين وحديثهم عن الوقت ينتقل
الطفل إلى السنوات الرابعة والخامسة، وفيها تبدأ عملية بناء الأحاسيس والمشاعر، بمعنى يتعلم الطفل أن يحب قيمة احترام
الوقت ويحترمها وهنا تشكلت القيمة من ناحية الأفكار والمعتقدات التي تترجم فيما بعد إلى سلوك.
ولذلك مهما حاول الإنسان في نضجه أن يلتحق بدورات لتطوير مهارة هو لا يؤمن بقيمتها فإنها لن تعود عليه بالنفع، الشباب
المدفوع إلى التدريب على مهارات لا يؤمن بها لن يستفيد، أفكار الإنسان هي التي تتحول إلى قيم، والقيم تتحول إلى معتقدات
والمعتقدات تتحول إلى مشاعر وأحاسيس تتحول إلى سلوكيات تمارس في الحياة.
لذلك إذا تعجبت من سلوك تصرف به صديقك ولم يعجبك اسأله ما وجهة نظره فالسلوك يبدأ من فكرة
تقبلو تحياتي
عدل سابقا من قبل يمانية في الجمعة ديسمبر 19, 2008 3:35 am عدل 1 مرات