ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻫﻨﺪ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻴﻬﺎ ،
ﻭﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﻫﻨﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺗﺘﺮﻧﻢ ﺑﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻦ :
ﻭﻣﺎﻫﻨﺪ ﺇﻻ ﻣﻬﺮﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ … ﺳﻠﻴﻠﺔ ﺃﻓﺮﺍﺱ ﺗﺤﻠﻠﻬﺎ ﺑﻐﻞ
ﻓﺈﻥ ﻭﻟﺪﺕ ﻣﻬﺮ ﻓﻠﻠﻪ ﺩﺭﻫﺎ .… ﻭ ﺇﻥ ﻭﻟﺪﺕ ﺑﻐﻞ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﻐﻞ …
ﻓﺴﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻓﻐﻀﺐ ، ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺩﻣﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺫﻫﺐ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺑﻠﻐﻬﺎ ﺃﻧﻲ ﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻟﻮ ﺯﺩﺕ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻗﻄﻌﺖ ﻟﺴﺎﻧﻚ ،ﻭﺃﻋﻄﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ،
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
ﻛﻨﺖِ .. ﻓﺒﻨﺖِ !!
ﻛﻨﺖِ ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻨﺖِ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻓﺒﻨﺖِ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻃﻠﻴﻘﺘﻪ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻓﺼﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻓﻘﺎﻟﺖ :
ﻛﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﻓﺮﺣﻨﺎ … ﻓﺒﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﺣﺰﻧﺎ !!
ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺌﺖ ﺑﻬﺎ !!
ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻃﻼﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ
ﻭﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻤﻦ ﻫﻮ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ،
ﻓﺎﻏﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻓﺎﻣﺘﺪﺣﻮﻫﺎ
ﻭﺍﻣﺘﺪﺣﻮﺍ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ
ﻓﺄﻋﺠﺐ ﺑﻬﺎ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻰ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻟﻴﺨَﺒﺮﻫﺎ ﻟﻪ .. ﺃﻱ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﻟﻪ ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻟﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﻻﻋﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺧﻄﺒﻬﺎ
ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﻥ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﻗﺪ ﻭﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻠﺐ
ﻓﺎﺭﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﺍﻏﺴﻠﻴﻪ ﺳﺒﻌﺂ ﺍﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ
ﻭﻭﺍﻓﻘﺖ ﻭﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﺧﺮﻯ
ﺗﻘﻮﻝ : ﺃﻭﺍﻓﻖ ﺑﺸﺮﻁ ..
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﻮﻕ ﺑﻌﻴﺮﻯ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻧﻔﺴﻪ !!
ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ،
ﻭ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﺬﻟﻚ .
ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻳﺴﻮﻕ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍً ﻣﺘﻌﻤﺪﺓ ﺫﻟﻚ ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﻟﻘﺪ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻲ ﺩﺭﻫﻢ ﻓﺄﻋﻄﻨﻴﻪ
ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺇﻧﻪ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﺩﺭﻫﻤﺎ ً !!
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺪﻟﻨﻲ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ..
ﻓﻔﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭ ﺃﺳﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ
ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻨﻪ ..
ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﺗﺎﺧﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻄﺒﻞ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺠﻬﺰﻭﻥ ﻟﻠﻮﻟﻴﻤﺔ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻟﻴﻄﻠﺐ ﺣﻀﻮﺭﻩ
ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ :
ﺭﺑﺘﻨﻲ ﺃﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺁﻛﻞ ﻓﻀﻼﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ !!
ﻓﻔﻬﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺮﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻭﺭﻫﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،
ﻓﻌﻠﻤﺖ ﻫﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﺎﺣﺘﺎﻟﺖ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻭﻫﺎ ﺑﻘﺪﻭﻣﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ .
ﻓﺘﻌﻤﺪﺕ ﻗﻄﻊ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺛﻮﺑﻬﺎ ﻟﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻶﻟﻲﺀ
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻫﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ … ﺃﺛﺎﺭﺗﻪ ﺭﻭﻋﺘﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺗﻨﺪﻡ ﻟﻌﺪﻡ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺗﻠﻚ ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﻢ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ … ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺴﺘﻔﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺒﺤﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ؟ !!
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ
ﻗﺎﻟﺖ : ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺎﺀﺕ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺃﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺛﻘﺒﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻐﺠﺮ
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺘﻬﻠﻼ : ﻧﻌﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻗﺖ ﻭﻓﻬﻢ ﻗﺼﺪﻫﺎ
ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻻﻣﻨﻲ ﻓﻴﻚ ﻭﺩﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻪ ﻫﺬﺍ !!
ﻓﻐﻠﺐ ﻛﻴﺪﻫﺎ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ..